قال الدبلوماسي بكل أدب «أعتقد ألا احد يحمل هم الأقصى كما حمله الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز الذي بكى.. حين تحدث عن الأقصى وقرر أن يصلي فيه حين قدم كل ما يملك في حرب 1973 ولكن روحه صعدت إلى السماء دون أن يحقق له السادات أمنيته في إعادة بيت المقدس، فقد كان السادات مشغولاً بإرضاء جيهان التي أقنعته بما حقق أنه بطل الحرب والسلام.. كان هناك خلاف كبير بين عبدالناصر والملك فيصل أدى في تراجع الموقف الإسلامي من دعم عبدالناصر لمواقفه المناهضة لكل ما هو إسلامي بدءا من تأييده لأنديرا غاندي وتيتو وغيرهما ضد المطالب الإسلامية فضاع الأقصى في مؤامرة ثلاثية رباعية دولية.. وبات محورا من اخطر المحاور.. اليهود يدركون ذلك والمسيحيون يعلمون ذلك والمسلمون يعرفون أن عزتهم وعزة دينهم في بقاء الأقصى شقيقاً للحرمين المكي والمدني.
ففي كل زيارة أقوم بها إلى مكة أتوقف أمام الحجر الأسود، كثيراً، وأناجي المسجد المكي وأنا أطوف طواف الوداع، وآخر عهد بالبيت طوافاً ووداعاً، حيث نبدأ بالطواف من الحجر الأسود متجهين يميناً بين الكعبة ومقام إبراهيم في حركة بعكس عقارب الساعة- وتعني عودة إلى بدء- عودة إلى نشأة الخلق، حيث نطوف سبع مرات، وهي عدد السماوات، وعدد أيام الأسبوع، وكلما توقفت أمام الحجر الأسود استخرج البوصلة، وأتساءل ماذا لو مددنا خطاً من الحجر الأسود إلى باب الكعبة وتابعنا الرحلة في هذا الاتجاه على طول الضلع الذي يتجه نحوه الامام في صلاته- وان كانت كل الجهات وجهاً للكعبة-، فهذا الخط يتجه نحو الشمال الغربي، وهو خط إسراء رسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى، وهو خط طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وحاول ان تقوم برسم هذا الخط، من موقف الإمام خلف مقام إبراهيم متجهاً نحو الحجر الأسود إلى باب السلام، إلى المدينة إلى الصخرة المشرفة في القدس، فتجد اتحاداً في نقطة بدء الطواف، ونقطة الانطلاق إلى الأقصى ونقطة المعراج إلى السماء، حجر اسود هنا في البيت العتيق، وصخرة مشرفة في الاقصى الذي بارك الله حوله، وبين الحجر والصخرة، محور هو أهم وأخطر المحاور حتى الأبد، طرف هذا المحور في ايدينا، وطرفه الثاني في ايدي أعدائنا، طرفه في مكة رمز التوحيد، وطريقه في المدينة رمز اجتماع المسلمين ومجتمعهم، ونهايته في القدس حيث أدق الموازين لقوة المسلمين، ضعفهم، تجمعهم أو افتراقهم، تخطــيطهم أو اختلاف أمرهم.
نبضة أخيرة
أحن إلى وطن تغرد فيه البلابل ويجدد خلايا الجسد ومسامات الروح.
بقلم : سمير البرغوثي
ففي كل زيارة أقوم بها إلى مكة أتوقف أمام الحجر الأسود، كثيراً، وأناجي المسجد المكي وأنا أطوف طواف الوداع، وآخر عهد بالبيت طوافاً ووداعاً، حيث نبدأ بالطواف من الحجر الأسود متجهين يميناً بين الكعبة ومقام إبراهيم في حركة بعكس عقارب الساعة- وتعني عودة إلى بدء- عودة إلى نشأة الخلق، حيث نطوف سبع مرات، وهي عدد السماوات، وعدد أيام الأسبوع، وكلما توقفت أمام الحجر الأسود استخرج البوصلة، وأتساءل ماذا لو مددنا خطاً من الحجر الأسود إلى باب الكعبة وتابعنا الرحلة في هذا الاتجاه على طول الضلع الذي يتجه نحوه الامام في صلاته- وان كانت كل الجهات وجهاً للكعبة-، فهذا الخط يتجه نحو الشمال الغربي، وهو خط إسراء رسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى، وهو خط طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وحاول ان تقوم برسم هذا الخط، من موقف الإمام خلف مقام إبراهيم متجهاً نحو الحجر الأسود إلى باب السلام، إلى المدينة إلى الصخرة المشرفة في القدس، فتجد اتحاداً في نقطة بدء الطواف، ونقطة الانطلاق إلى الأقصى ونقطة المعراج إلى السماء، حجر اسود هنا في البيت العتيق، وصخرة مشرفة في الاقصى الذي بارك الله حوله، وبين الحجر والصخرة، محور هو أهم وأخطر المحاور حتى الأبد، طرف هذا المحور في ايدينا، وطرفه الثاني في ايدي أعدائنا، طرفه في مكة رمز التوحيد، وطريقه في المدينة رمز اجتماع المسلمين ومجتمعهم، ونهايته في القدس حيث أدق الموازين لقوة المسلمين، ضعفهم، تجمعهم أو افتراقهم، تخطــيطهم أو اختلاف أمرهم.
نبضة أخيرة
أحن إلى وطن تغرد فيه البلابل ويجدد خلايا الجسد ومسامات الروح.
بقلم : سمير البرغوثي