+ A
A -
الموصل..موطن قبائل شمر والجبور والدليم وطيء والبقارة، والمحلمية من بني هلال الموصل الضاربة في التاريخ منذ 6000 سنة قبل الميلاد .
الموصل التي لم يكن للدولة العراقية الحديثة أن تتشكل في بداية العشرينيات من القرن العشرين لو لم تلحق بها الموصل التي ظلت موضوع تجاذب حاد بين بريطانيا وفرنسا منذ الحرب العالمية الأولى، وبين سلطات الانتداب الفرنسي وتركيا التي لم تتنازل عن الموصل إلا عام 1926، بعد التوقيع على معاهدة أنقرة.
الموصل اليوم تتعرض لتطهير عرقي في منطقتها الشرقية التي ارتدى رجال قدموا من إيران وارتدوا الزي العسكري العراقي يرافقون حشد اتشح بالسواد.. وقلبه امتلأ بالسواد.. فالطائفية التي شحن بها حقده في كل المناسبات جعلته يسن سيفه لينقض على رجال الموصل أم العلماء.. سوف أهذي.. كما هذيت في ليلة اغتصاب بغداد اسأل: هل يفيق العراق هذه الليلة.. ويقلب العرس؟ وللعراق تاريخ في قلب الأعراس منذ رحلت الخلافة الإسلامية.
العريس الأول كان فيصل الأول جاء من الطائف.. ومات في العراق والعريس الثاني كان غازي.. جاء من الحجاز ليدفن في العراق.
والثالث كان عبد الاله.. جاء وصيا.. ليدفن في العراق.. والرابع كان فيصل الثاني سقط رأسه في بغداد وسحل في بغداد ودفن في بغداد.
والعريس الخامس كان عبد الكريم قاسم صرخ صرخته الأولى في بغداد، ولفظ أنفاسه الاخيرة في بغداد. وبعده طل رأس عبد السلام عارف لأول مرة في بغداد وانتقل إلى مثواه الأخير في بغداد.
والعريس السادس كان عبد الرحمن عارف ولد في بغداد، وينتظر الموت في بغداد، ومن بعده زفت بغداد إلى أحمد حسن البكر جاء إلى الدنيا في تكريت ودفن في تكريت.
والعريس قبل الاخير كان تكريتيا رفع هامته، تمرد فوضع لحنه الاخير في واشنطن.. وأعدمه بوش الابن في صبيحة يوم عيد والأمة تحتفل بذبح الخراف..
انتظر عريس بغداد طفل من صلب رجل بغداد الاخير لا زال يمتطي حصانه؟!.. يسبح بين الشط والشط ليعيد تاريخ تكوين والده الأول ويعيد ليلة عرس بغداد من جديد.ولكني اخاف على الموصل وعلى بغداد وعلى العواصم عاصمة عاصمة .
فهناك انقضاض على هيبة الأشياء فصهيل الحقد ينطلق في شارع الرشيد، يستنهض عزم الزمن المنهك.. والبابلية تعد لليوم الآتي، لعريس جديد.
نبضة أخيرة
«يا الهي إن لي أمنية أن يرجع العريس عراقيا وأن يكون اللحن عراقيا حتى وإن كان حزينا».
بقلم : سمير البرغوثي
الموصل التي لم يكن للدولة العراقية الحديثة أن تتشكل في بداية العشرينيات من القرن العشرين لو لم تلحق بها الموصل التي ظلت موضوع تجاذب حاد بين بريطانيا وفرنسا منذ الحرب العالمية الأولى، وبين سلطات الانتداب الفرنسي وتركيا التي لم تتنازل عن الموصل إلا عام 1926، بعد التوقيع على معاهدة أنقرة.
الموصل اليوم تتعرض لتطهير عرقي في منطقتها الشرقية التي ارتدى رجال قدموا من إيران وارتدوا الزي العسكري العراقي يرافقون حشد اتشح بالسواد.. وقلبه امتلأ بالسواد.. فالطائفية التي شحن بها حقده في كل المناسبات جعلته يسن سيفه لينقض على رجال الموصل أم العلماء.. سوف أهذي.. كما هذيت في ليلة اغتصاب بغداد اسأل: هل يفيق العراق هذه الليلة.. ويقلب العرس؟ وللعراق تاريخ في قلب الأعراس منذ رحلت الخلافة الإسلامية.
العريس الأول كان فيصل الأول جاء من الطائف.. ومات في العراق والعريس الثاني كان غازي.. جاء من الحجاز ليدفن في العراق.
والثالث كان عبد الاله.. جاء وصيا.. ليدفن في العراق.. والرابع كان فيصل الثاني سقط رأسه في بغداد وسحل في بغداد ودفن في بغداد.
والعريس الخامس كان عبد الكريم قاسم صرخ صرخته الأولى في بغداد، ولفظ أنفاسه الاخيرة في بغداد. وبعده طل رأس عبد السلام عارف لأول مرة في بغداد وانتقل إلى مثواه الأخير في بغداد.
والعريس السادس كان عبد الرحمن عارف ولد في بغداد، وينتظر الموت في بغداد، ومن بعده زفت بغداد إلى أحمد حسن البكر جاء إلى الدنيا في تكريت ودفن في تكريت.
والعريس قبل الاخير كان تكريتيا رفع هامته، تمرد فوضع لحنه الاخير في واشنطن.. وأعدمه بوش الابن في صبيحة يوم عيد والأمة تحتفل بذبح الخراف..
انتظر عريس بغداد طفل من صلب رجل بغداد الاخير لا زال يمتطي حصانه؟!.. يسبح بين الشط والشط ليعيد تاريخ تكوين والده الأول ويعيد ليلة عرس بغداد من جديد.ولكني اخاف على الموصل وعلى بغداد وعلى العواصم عاصمة عاصمة .
فهناك انقضاض على هيبة الأشياء فصهيل الحقد ينطلق في شارع الرشيد، يستنهض عزم الزمن المنهك.. والبابلية تعد لليوم الآتي، لعريس جديد.
نبضة أخيرة
«يا الهي إن لي أمنية أن يرجع العريس عراقيا وأن يكون اللحن عراقيا حتى وإن كان حزينا».
بقلم : سمير البرغوثي