ترامب.. يحذر إيران.. يا مرحبا يا مرحبا.. ترامب يؤيد اسرائيل.. لا أهلا ولا سهلا.. ترامب يحارب الإرهاب.. يا مليون مرحبا... ترامب يمنع المسلمين من دخول بلاده..
أكاد أفقد ذاكرتي.. ولأعود إلى ذاكرتي في كتابي افضل مما افقدها على حدود المكسيك..
**
هل نفقد الذاكرة.. حقا وهل للحفظ حدود؟!، وكيف نعيد ما اختزنته الذاكرة إلى شاشة العقل؟! أسئلة كثيرة طرحتها، بعد ان عجزت في استرجاع سورة «الكهف» وانا اصلي «التهجد». شعرت وانا اقف بين يدي الله سبحانه، أنني فقدت ذاكرتي، سلمت يمينا ثم شمالا، وعدت إلى الكتاب، اقرأ حاضرا سورة الكهف.. ووجدت انني غير قادر على حفظ السور العشر الأوائل، ولكن العشر الأواخر منها احفظها عن ظهر قلب.. عدت من جديد إلى جزء «عم» وبدأت اقرأ حاضرا، ووجــــــدت ذاكرتي تسترجع ما حفظته من قبل، حـــاولت مع سور أخرى لم افلح.. وعندما عرفت السبب بطل العجب، فسور جزء «عم» حفظتها في الطفولة أما غيرها فقد حاولت حفظها في الكبر، ووجدت نفسي أضحك على نفسي حين تذكرت المثلين القائلين الأول يقول: «العلم في الصغر كالنقش على الحجر»، أما الثاني الذي جعلني أصاب باغماءه ضحك فهو: «التعليم في الكبير، مثل الضرب في الحمير» وهو مثل سمعته من مدير مدرستي وجهه لطالب رسب في الصف السادس الابتدائي لمدة «3» سنوات متتالية، ثم سلمه المدير كتابا عنوانه «التعليم في الكبير.. ولقد اكتفى بتعليمه» ذلك الطالب.. اصـــــــبح مثلا، وكان ذلـــك بمثابة تحد له، وقرر ان ينجح في مجال آخر فاختار مهنة «النجارة» بعـــــــد دورات عند نجار محترف، وهو الآن صاحب اكبر محل نجارة في بلدته، ويطلق عليه لقب مهندس، التقيته بعد غياب وجدته يملك فــــيلا فاخرة ومرسيدس «شبح» وله زوجتان.. استقبـــــلني باسما.. وقال: لا يحقق المجد الا الحمير.. قلــت: شعار الحـــــزب الجمهوري الأمــيركي هو «الحمار».
وهذا الحزب هو الأكثر شراسة في التعامل مع الآخرين، ما علينا، ولكن كيف لك ان تتذكر المقاسات والزبائن، وكنت فاشلا في الرياضيات والعربي والانجليزي.. فقال: العلــــــــم في الصغر كالنقــش في الحجر.. فلقد تعلمت النجارة في صغــــري.. واحببتها.
عدت إلى صومعتي ابحث في علة ذاكرتي ولماذا هذه «الغمة» التي تغلفها، فهل هي بسبب تمدد الهيمنة الاخرى على كل مقدرات حياتنا، وهل انا الوحيد المصاب بهذه الغمة، ام الأمة العربية مصابة «بغمة الذاكرة»؟.. وتحتاج إلى طفولة جديدة تتعلم كيف تنمي ذاكرتها فيما يتعلق بالاسماء، والارقام والتاريخ والقوائم والاحاديث والمقالات، والشعر والكتب، تتعلم كيف تستخدم ذاكرتها لعلها تستطيع ان تنجو من الهيمنة الزاحفة التي تريد ان تمحو ذاكرة هذه الامة، لتنسى انها أمة نقلت اشعاع التنوير في الطب والفلك والفيزياء والكيمياء والاحياء إلى الأمم التي تعمل على أن تهيمن على ذاكرتنا، فلا تحفظ من القرآن سوى قصار السور، ولا تحفظ من التاريخ سوى المزور، ولا تحفظ من تاريخنا سوى الهزائم لتبقى رؤوسنا تحت اقدام من خططوا ليصلوا إلى هذا اليوم، وها هم يغنون «الميجنا» في غرب نهر الاردن، ويصدحون بالمقام العراقي على ضفتي الرافدين!!
نصيحة: لازالة «غمة» الذاكرة تناولوا الزعتر!!
واياكم و«البورغر».

بقلم : سمير البرغوثي