منذ أيام نشرت صحيفة «Today» مقالةً عن أطول دراسة في التاريخ، وهي دراسة استمرت لخمسةٍ وثمانين عاماً، أجرتها جامعة هارفارد عن سر السعادة الحقيقية!
طوال سنوات هذه الدراسة التي تعاقب عليها مئات الباحثين، راقبوا سلوكات آلاف الأشخاص، وأجروا مئات التحقيقات والمقابلات، مع أزاوج وزوجات، آباءٍ وأبناء، أجدادٍ وأحفاد، أثرياء وفقراء، مشاهير ومجاهيل، ثم خلصوا إلى النتيجة التالية:
السعادة ليست بالراحة، ولا بالمال، ولا بالنجاح في العمل، بل في تكوين علاقات وصداقات مريحة، ووجود من يُحبَّك وتحبهم حولك!
المحاط بأحبابه آمِنٌ، آمِنٌ جداً!
ما دام بيتك دافئاً بالحُب فلن يضرك صقيع العلاقات خارجه!
وما دامت الأُسرة مترابطة فستسعد مهما كان العالم في الخارج مفككاً!
وما دام المنزل جنَّة فجحيم العالم خارجه قابل للتجاوز!
والعكس صحيح أيضاً!
ما فائدة أن تقدرك الدنيا كلها وأنت ساقط في عين عائلتك؟
وأي شيء يُفيد إذا شيَّدتَ شركة ناجحة وكان بيتُك كومةً من ركام!
المال هام جداً ولا ينكر هذا عاقل، والشهادات تُحدث فرقاً، والنجاح في العمل مطلوب، ولكن السعادة ليست في تحقيق هذه الأشياء، بل في طريقة استخدامها!
السعادة في زوجةٍ تفديك بعينيها، وفي زوجٍ يودُّ لو أن الشوكة تصيبه في قلبه ولا تصيبكِ في قدمكِ، في أولادٍ ينظرون إليكَ قدوةً، ويحتذونكَ مثالاً!
السعادة في أصدقاءٍ هم أكتاف للاتكاء إذا مالت بكَ الدنيا، وعكاكيز للاستناد اذا ضعفت الهمَّة!
السَّعادة في أبوين راضيين تبرهما، وفي إخوة وأخواتٍ تكون أنتَ وهم كالقلب ودَقَّتُه!
السَّعادة في جيرانٍ يجمعهم الحُب، ورفقة عملٍ يمسكون بأيدي بعضهم البعض!
السعادة كلها أن تسعَد وتُسْعِد، تأنسَ وتُؤنِس، تُحِبُّ وتُحَبُّ، وكل هذا في رضى الله!