قيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، لا يمكن اعتباره شكلا من أنواع التعبير تحت أي ظرف من الظروف، فهو اعتداء مادي غير مقبول ما كان يتعين على السلطات السويدية السماح به، وما سمعناه من المسؤولين السويديين حول أهمية الحفاظ على حرية التعبير باعتبارها حقا أساسيا من حقوق الإنسان، لا يختلف عليه أحد، لكن حرق المصاحف شيء آخر، فهو فعل مادي استفزازي يعبرعن كراهية المسلمين، ولا ينبغي على الإطلاق الخلط بينه وبين حرية التعبير.
لقد استنكر مجلس الشورى، أمس، بأشد عبارات الشجب والإدانة، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف، مؤكدا أن السماح بهذا السلوك المشين يعد استفزازا لمشاعر نحو ملياري مسلم، ويؤجج خطاب الكراهية والعنف.
وأكد المجلس على أن تلك الخطوة المشينة تتعارض مع قوانين ومواثيق احترام المقدسات الدينية للشعوب، كما أنها تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان التي تؤكد حرية المعتقد، وتحمي المقدسات والشعائر.
كما أبدى المجلس استغرابه الشديد من صمت السلطات في بعض الدول الأوروبية والغربية، تجاه الإساءة المستمرة للدين الإسلامي، بحجة احترام حرية التعبير، مشيرا إلى أن هذا التعامل المزدوج مع مفهوم حرية التعبير، سمح بتكرار التعديات على الإسلام وأدى إلى تنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، كما أسهم في تعميق الفجوة بين الشرق والغرب.
إن المطلوب موقف إسلامي واضح وحازم وحاسم منعا لتكرار جرائم الكراهية التي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، ودرءا لنتائجها الوخيمة في تأجيج خطاب الكراهية والعنف.