اتصل وزير داخلية عربي بوكيل نيابة مبتدئ يقول له ارجو أن تحول التحقيق لادانة المتهم بالتفجير.. فقال له سعادة الوزير أنت درست الشريعة في بلد يجيز لوزير الداخلية التدخل في كل شيء، أما هنا فأنا احقق في قضية وهناك رقيب في السماوات العلى يراقب وسينقل الملكان عن اليمين وعن الشمال ما انطق وما اسأل ولن تكون معي تدافع عني يوم العرض عليه سبحانه وأجد كتابي منشورا.. ارتجف الوزير وأغلق السماعة واتصل بوزير العدل يطلب تغيير وكيل النيابة ويستجيب الوزير ويصدر قرارا بتعيين وكيل النيابة قاضيا ليبعده عن التحقيق.. وتشاء الصدف أن تعرض القضية التي كان يحقق فيها عليه.. ليسأل وكيل النيابة الذي خلفه تحت القسم.. هل حولت التحقيق لادانة المتهم.. سكت وكيل النيابة وقال «تحت القسم نعم».. وأعيدت القضية للتحقيق. قاض وصل إلى المراتب العلى في سلك القضاء.. لأنه خشي أن يكون من الذين يلقون في النار..
طبعا.. لا اريد الحديث عن قضاة رموا بالقانون والضمير عرض الحائط من اجل ارضاء ملك ملوك ولا شاهنشاه.. سأتحدث عن هذا القاضي الاميركي الشجاع.. عن القاضي جيمس روبرت الذي اصدر قرارا بتعليق قرار رئيس انتخبه حوالي 57 مليون ويملك الرقم السري لاكثر من 6000 راس نووي.. ويملك 30 مليارا ثروة شخصية.. ويملك فتوات خاصين.. رئيس طرد مراسل اكبر مؤسسة اخبارية اميركية لأنه لم يعجبه سؤاله رئيس قرر أن يعيد الهيبة لأميركا.. عن هذا القاضي الفدرالى الذي رأى أن قرار الرئيس ليس في مصلحة اميركا، ويخالف ما يحمله تمثال الحرية على ابواب مانهاتن، فاتحا يديه، مرحبا بالقادمين، لوحة برونزية نقشت عليها قصيدة للشاعرة الأميركية اليهويدية «إيما لازاروس» نظمتها في عام 1883، وثبتت في عام 1903، وكأنها لسان حال «السيدة حرية» التي تحمل المشعل تقول:
أعطـوني جماهيركـم المُتعَّبة
المُثقلة المسـكينة المتزاحمـــة
جماهيركم الهاجعة التي تتـوق
إلى استنشاق نسيـم الحــريـة
إلـيَّ بالبـؤسـاء والتعسـاء والمتضـايقين
والمُـزدرى بهـم!
أرسـلوا إليَّ المُشـرَّدين الذين تتقـاذفهم
العـواصف والأنـواء
ها أنا في استقبالهم رافعة مُصباحي
على مقربة من الباب الذهبي!
هذه المبادئ التي تدرس لكل أميركي ولكل من يصبح أميركا نسيها ترامب ليصفه بها القاضي روبرت ابن سياتل ليقول له إن الحرية جميلة وهذه الحرية هي التي انتخبتك لتكون رئيسا للحفاظ عليها، فالشعوب تتطلع إلى الحرية وشعوبنا تشكر الله على نعمته هذه. إنهم يستطيعون أن يختاروا وظيفتهم... ويسافروا إلى حيثما شاؤوا... ويعطوا رأيهم بصراحة... وينتخبوا القائمين عليهم بدون أي خوف... ويجتمعوا في أي مكان يريدونه بدون رعب.....
هذه رسالة قاض ليست إلى ترامب إنما لكل زعماء العالم.. اعطوا الحرية لشعوبكم لتتفوقوا..
نبضة أخيرة
الوفاء شيمة الأنقياء..
بقلم : سمير البرغوثي
طبعا.. لا اريد الحديث عن قضاة رموا بالقانون والضمير عرض الحائط من اجل ارضاء ملك ملوك ولا شاهنشاه.. سأتحدث عن هذا القاضي الاميركي الشجاع.. عن القاضي جيمس روبرت الذي اصدر قرارا بتعليق قرار رئيس انتخبه حوالي 57 مليون ويملك الرقم السري لاكثر من 6000 راس نووي.. ويملك 30 مليارا ثروة شخصية.. ويملك فتوات خاصين.. رئيس طرد مراسل اكبر مؤسسة اخبارية اميركية لأنه لم يعجبه سؤاله رئيس قرر أن يعيد الهيبة لأميركا.. عن هذا القاضي الفدرالى الذي رأى أن قرار الرئيس ليس في مصلحة اميركا، ويخالف ما يحمله تمثال الحرية على ابواب مانهاتن، فاتحا يديه، مرحبا بالقادمين، لوحة برونزية نقشت عليها قصيدة للشاعرة الأميركية اليهويدية «إيما لازاروس» نظمتها في عام 1883، وثبتت في عام 1903، وكأنها لسان حال «السيدة حرية» التي تحمل المشعل تقول:
أعطـوني جماهيركـم المُتعَّبة
المُثقلة المسـكينة المتزاحمـــة
جماهيركم الهاجعة التي تتـوق
إلى استنشاق نسيـم الحــريـة
إلـيَّ بالبـؤسـاء والتعسـاء والمتضـايقين
والمُـزدرى بهـم!
أرسـلوا إليَّ المُشـرَّدين الذين تتقـاذفهم
العـواصف والأنـواء
ها أنا في استقبالهم رافعة مُصباحي
على مقربة من الباب الذهبي!
هذه المبادئ التي تدرس لكل أميركي ولكل من يصبح أميركا نسيها ترامب ليصفه بها القاضي روبرت ابن سياتل ليقول له إن الحرية جميلة وهذه الحرية هي التي انتخبتك لتكون رئيسا للحفاظ عليها، فالشعوب تتطلع إلى الحرية وشعوبنا تشكر الله على نعمته هذه. إنهم يستطيعون أن يختاروا وظيفتهم... ويسافروا إلى حيثما شاؤوا... ويعطوا رأيهم بصراحة... وينتخبوا القائمين عليهم بدون أي خوف... ويجتمعوا في أي مكان يريدونه بدون رعب.....
هذه رسالة قاض ليست إلى ترامب إنما لكل زعماء العالم.. اعطوا الحرية لشعوبكم لتتفوقوا..
نبضة أخيرة
الوفاء شيمة الأنقياء..
بقلم : سمير البرغوثي