+ A
A -
لا أقصد في مقالي هذا الزميل الاعلامي السعودي «داوود الشريان» الذي له من اسمه نصيب.. فهو شريان ينبض بقضايا اهلنا واخوتنا في السعودية.. من خلال برنامجه على قناة MBC، وكنت احسده على جرأته في طرح القضايا الاجتماعية الحساسة التي لا تجرؤ أي مؤسسة اعلامية على طرحها بمثل تلك الجرأة..
سأتحدث عن شريان آخر.. شريان رقصت تاء التأنيث في مدخله وفي مخرجه منذ خط شارب من ضمه بين جناحيه قبل اكثر من ستة عقود وفي كل عقد كان له مع تاء التأنيث عهود.. عهد به يفي وعهد به يقطع.. العهد الأول مع سيجارة انتشى بها وسار في الشارع يتباهى أنه اصبح شابا.. فيما كانت تاء تانيث ترقبه من خلف زجاج إدارة مدرسة «الإناث» لترفع به شكوى إلى مدير مدرسته.. مدرسة «الذكور» ليعذبه بتاء تأنيث ثالثة «العصا».. وتمضي تاء التأنيث ترقص على مدخل الشريان.. من الكويت إلى لبنان ومن المغرب إلى عمان.. ومن تركيا إلى اليونان.. ليقول لي الطبيب.. لا علاقة لتاء التأنيث في تراجع قوة الشريان..
ذهبت إلى مركز القلب.. قال الاستشاري لا بد من قسطرة وايكو.. في القسطرة قالوا هناك شريان مستعصٍ.. قلت هي تاء التأنيث يا دكتور.. فقال أي تاء تأنيث؟ قلت: اسرائيل.. فقال إسرائيل «عليه الصلاة والسلام» ذكر، قلت: دولة..
سألت هل يمكن لمن اجرى عملية سابقة في القلب أن يجري عملية ثانية.. قال ممكن.. قلت.. سابقا تم استخدام الشريان الاحتياط في الساق اليسرى.. هل هناك شريان احتياط ثان فقال نعم في الظهر.. سبحانك ربي ما اجمل خلقك.. لكن قبل ذلك اذهب إلى الأيكو.
جلست تحت الأيكو.. وهو الجهاز الذي يصور القلب ويقيس قوة العضلة.. ابتسم الفني الهندي كومار وقال ممتاز العضلة تعمل بقوة الشباب.. ممكن بابا تتزوج من جديد.. ضحكت.. وغادرت.
وعدت لمكتبي مبتسما.. لأواصل الكتابة وكأن الألم الذي ألمّ بي لم يكن.. بفضل دعوات صالحات من قلوب مخلصة بادلتها الوفاء في ليالي الصيف.. في الغربة في الشتاء..
نبضة أخيرة
دمعة تتبعها بسمة تذيب جبال الألم..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
06/02/2017
1492