كُنَّا بخيرٍ لولا الآخرون!
يُقال إنه قد عُثر على هذه الجملة مكتوبةً على جدارٍ في مصحَّةٍ نفسِيَّةٍ مهجورة!
على أنكم تعرفون جميعاً أنَّ الذين يقصدون الأطباء النفسيين بالأصل ليسوا مرضى، هؤلاء هم ضحايا المرضى النَّفسيين الحقيقيين الذين يحسبون أنفسهم أسوياء!
والشَّيءُ بالشيءِ يُذكر، نشرتْ مجلة «Forbes» البارحة مقالةً حول دراسة نفسيّة، توصَّلتْ إلى أن عدد حالات الانتحار انعدمتْ تقريباً بين طلاب المدارس المراهقين خلال فترة إقفال المدارس أثناء جائحة كورونا! فقد توقّف التَّنمّرُ والسخرية، والإساءات اللفظية، والاعتداءات الجسدية التي يتلقونها من زملائهم خلال التعليم الحُضوريِّ!
لا يختلفُ عاقلان على أنَّ أغلبَ مشاكل النَّاس هي من النّاس، أما الأشياء فلمْ نرَ منها إلا خيراً!
يقولون لكَ: القهوة تُسبب مرضَ عصب المعدة!
لا تُصدِّقْ، القهوة مشروب عذبٌ ومفيدٌ، عصبُ المعدة يُسببه لنا النّاس، وأمراض المعدة جميعها لا تأتي من الأشياء التي تأكلها، وإنما من الأشياء التي تأكلك!
القهوة تكشفُ لك مدى الضرر الذي أحدثه فيك الناس فقط، كل مواقف الغدر، كل لحظات الاستغفال، كل الكلام الجارح، كل الاهمال القاتل، هي التي أتلفت لكَ أعصاب معدتك، إلى درجة لم تعد تحتمل فنجان قهوة!
حتى الملح الذي يقولون لكَ أنه يرفع الضغط، سَلهُم: هو يرفعُ ضغط الجميع، أم الذين أنهكتهم الحياة فقط، حتى لم يعد بإمكانهم الصمود أمام رشة ملح!
نحن مخلوقات معبوث في إعداداتها، مذ كنا صغاراً أخبرونا عن الحيوانات المفترسة، الأسود والنمور والتماسيح!
هذه مخلوقات مسكينة، تقتل لتأكل، ابتعِدْ عنها تسلم منها!
هل سألتَ نفسكَ كم إنساناً قتلت هذه الحيوانات على مرِّ التاريخ، وكم إنساناً قُتِلَ على يد إنسانٍ آخر؟!
أعرفتَ الآن من هو المفترس الحقيقي؟!
يا عزيزي: لا تقلل أكل ولا ملح ولا قهوة، قلل ناس!