اليوم الثلاثاء.. وكل ثلاثاء أتذكر ثلاثة أعدمتهم بريطانيا في فلسطين لمقاومتهم المشروع الصهيوني بإقامة وطن قومي على أرض الآباء والأجداد.. ولأنه حق يأبى النسيان وأعيده حتى لا تنساه الأجيال..
فكل ثلاثاء واليوم ثلاثاء أردد ما غنته فرقة العاشقين من شعر الشاعر الشعبي نوح إبراهيم والتي يقول فيها:
من سجن عكا وطلعت جنازه
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
وجازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعو عموما
كما أردد مع شاعر فلسطين ابراهيم طوقان رحمه الله قصيدته بعنوان الثلاثاء الحمراء التي كتبها في 29 يونيو 1930 يوم إعدامهم قال فيها:
لما تعرَّض نجمـك المنحـوسُ
وترَّنحت بعرى الحبال كؤوس
ناح الأذان واعـول الناقـوس
فالليل أكدر والنهار عبوس
لتعلن فلسطين الحداد..
لكن للشهداء الثلاثة أمانة.. فحين تكرمت عليهم حكومة الانتداب البريطانية أن يخطوا رسالة إلى زعيمهم (سليم عبد الرحمن) ليسطروا فيها وصية لو عمل بها العرب لما ضاعت فلسطين ولما ضاع الوطن العربي ولما نتوقع ان تضيع اوطان جديدة، قالوا في رسالتهم:
«الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وإلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم، وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: «ويروغ منك كما يروغ الثعلب».
وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فإننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: «إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت».
نبضة أخيرة
هبة ريح تحدث إعصارا.. ولمسة حانية تصنع طوفانا من الود.
بقلم : سمير البرغوثي
فكل ثلاثاء واليوم ثلاثاء أردد ما غنته فرقة العاشقين من شعر الشاعر الشعبي نوح إبراهيم والتي يقول فيها:
من سجن عكا وطلعت جنازه
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
وجازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعو عموما
كما أردد مع شاعر فلسطين ابراهيم طوقان رحمه الله قصيدته بعنوان الثلاثاء الحمراء التي كتبها في 29 يونيو 1930 يوم إعدامهم قال فيها:
لما تعرَّض نجمـك المنحـوسُ
وترَّنحت بعرى الحبال كؤوس
ناح الأذان واعـول الناقـوس
فالليل أكدر والنهار عبوس
لتعلن فلسطين الحداد..
لكن للشهداء الثلاثة أمانة.. فحين تكرمت عليهم حكومة الانتداب البريطانية أن يخطوا رسالة إلى زعيمهم (سليم عبد الرحمن) ليسطروا فيها وصية لو عمل بها العرب لما ضاعت فلسطين ولما ضاع الوطن العربي ولما نتوقع ان تضيع اوطان جديدة، قالوا في رسالتهم:
«الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء. وإلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، الا يثقوا بالاجانب وسياستهم، وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: «ويروغ منك كما يروغ الثعلب».
وعلى العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم. والآن بعد أن رأينا من أمتنا وبلادنا وبني قومنا هذه الروح الوطنية وهذا الحماس القومي، فإننا نستقبل الموت بالسرور والفرح الكاملين ونضع حبلة الأرجوحة، مرجوحة الأبطال بأعناقنا عن طيب خاطر فداء لك يا فلسطين، وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: «إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت».
نبضة أخيرة
هبة ريح تحدث إعصارا.. ولمسة حانية تصنع طوفانا من الود.
بقلم : سمير البرغوثي