برنامج «زمام المبادرة» من البرامج المهمة والمميزة التي تعرضها شبكة الجزيرة لجمهورها، والبرنامج يسلط الضوء على المبادرات المهمة والهادفة في كل مكان بالوطن العربي. ويسرد البرنامج الاسبوعي «زمام المبادرة» الذي تقدمه حنان العياري، مبادرات أسهمت بتعزيز قطاعات في المجتعمات العربية أو حل مشاكل سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، ومن بين المبادرات التي عرضها البرنامج في الحلقة السابقة مبادرة «بيوت رحيمة»، وجاءت فكرة المبادرة بعد حدوث بعض الحالات التي تعرض فيها هؤلاء العاملون لسوء المعاملة والإهانة، وقد أسست مجموعة من الشباب السودانيين مبادرة تهتم بالدفاع عن كرامة العامل المنزلي وتهدف إلى نشر ثقافة الاحترام المتبادل بينه وبين صاحب البيت، وذلك من خلال عقود شفوية أو مكتوبة تحدد العلاقة بينهما بما يضمن الحقوق المتبادلة للطرفين. وقالت مؤسسة المبادرة تهاني عباس للبرنامج إن المبادرة التي أطلق عليها «بيوت رحيمة» جاءت رد فعل على حملات لتبخيس كرامة العمالة المنزلية لنشر ثقافة احترام كرامة العمالة المنزلية وفقا لقانون معمول به في السودان منذ عام 1951. وفي مبادرة أخرى، لاحظت لينا بن مهني مدونة وناشطة حقوقية وابنة سجين سياسي سابق في تونس في إحدى زياراتها لوالدها بعد الثورة التونسية أن مكتبة السجن شبه خالية من الكتب.
ودفع ذلك لينا إلى المبادرة لجمع كتب من شتى المجالات وإرسالها إلى نزلاء السجن إيمانا منها بضرورة تعزيز ثقافة القراءة والاطلاع داخل السجن كما في خارجه. وفي الأردن الذي يعاني من تقلص المساحات الخضراء -خاصة مع زيادة عدد السكان والبناء العمراني- فطن مجموعة من طلاب الجامعة الأردنية لهذه المشكلة فقرروا إطلاق مبادرة لزراعة أسطح المنازل والمؤسسات لتشكيل أكبر غطاء نباتي ممكن، ولاقت تلك المبادرة استحسانا وجاءت بنتائج إيجابية.
كما تطرق البرنامج في حلقات سابقة إلى العديد من القضايا والمبادرات من بينها تسليط الضوء على عرض مسرحي في الشارع بالعاصمة اللبنانية بيروت، لإيصال معاناة المواطنين مع مشكلة النفايات، وقامت بهذا التحدي الجديد سارة القصير مع ممثلين هواة، بهدف إيصال رسالة عن معاناة المواطن اللبناني مع مشكلة النفايات من خلال عرض فني في الشارع، ورغم التكلفة البسيطة لهذا العمل فإن فائدته كبيرة من حيث توعية المواطنين. ومما يميز هذه المبادرة أن القائمين عليها اختاروا التعبير عن احتجاجهم بالمسرح والموسيقى والرسم بدلا من قطع الطرقات ورمي النفايات في الأماكن العامة.
وفي تركيا رافق البرنامج عددا من الشبان السوريين الذين قاموا بتحويل تجاربهم الشخصية مع الاعتقال والحصار وسواها إلى أعمال فنية ولوحات.
وهدفت مبادرة هؤلاء الشباب إلى إيصال معاناة الشعب السوري لجمهور واسع في العالم عبر إمكانيات مادية بسيطة وجهود كبيرة، يتم خلالها إنتاج أعمال فنية بجودة عالية وطرق مبتكرة دون تمويل من أحد.