أعتقدُ أن أكثر شخصين في التاريخ قالا إنهما سيفعلان شيئاً ولم يفعلاه هما «بيل غيتس» وأمي!
مُذ كنتُ صغيراً لا يكاد يمضي أسبوع إلا أسمعُ أو أقرأ أو أشاهد أن بيل غيتس سيتبرع بنصف ثروته لأعمال الخير، ولكن الشيء الوحيد الذي يحصل أن ثروته تزداد ولا يتبرع! ومُذ كنتُ صغيراً أيضاً لم يكن يمضي أسبوع إلا وتخبرنا أمي- أدامها الله تاجاً فوق رؤوسنا- أنها ستترك البيت وتهجُّ منا هجَّةً لم يهجها المهاجيج! ولكنها ما زالت باقية وتتمدد!
منذ يومين حلَّ «بيل غيتس» ضيفاً على معهد «لوي» في استراليا، وقال: إن الوباء القادم سيكون من صنع الإنسان وأنه سيكون أكثر وحشية من كورونا!
وبالطبع لم ينسَ أن يتبرع بنصف ثروته للمرة المليون!
بعيداً عن أن بيل غيتس خياله رحب، إلا أن فكرة تصنيع البشر لأوبئة وجراثيم هي فكرة قد تم تطبيقها بالفعل ولأكثر من مرة، إما لأسباب سياسية كما ترجح إحدى الفرضيات أن الصين قد فعلته في وباء كورونا ولكنها فقدت السيطرة عليه، أو لأسباب اقتصادية كما الحال في أحد أفلام توم كروز في سلسلة «ميشن إمبوسبيل»! وقد أشرتُ إلى هذا في رواية نُطفة حين فرَّقتُ بين المدينة والحضارة، ثم بعد ذلك أشار الزميل معمر القذافي إلى هذه الفكرة في إحدى خطبه في الأمم المتحدة!
شخصياً لا أستهجنُ شيئاً يمكن أن يفعله الإنسان في سبيل السيطرة والثراء!
مقدرة البشر على الإيذاء مخيفة جداً، ما الذي يمنع الذي يقتلُ بالقنابل النووية أن يقتل بالأوبئة، على الأقل هذه طريقة قتل يمكن إخفاؤها، وإذا ما تم صنع دواء للوباء بعد ذلك، فسيكون قاتلاً في السر ومنقذاً في العلن!
والدول المتحضرة، ضعوا تحت كلمة متحضرة ألف خط، التي تسرق خيرات الشعوب الأخرى، ما الذي سيردعها أن تبيعها الأدوية، على الأقل هذه سرقة أنيقة وليست فجة كمناجم الذهب الفرنسية في مالي!
عموماً الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه، أن بيل غيتس سيبقى يتبرع بنصف ثروته، وأمي ستبقى تنوي أن تهج، والبشر يبدو أنهم ملوا من انتظار اسرافيل عليه السلام أن ينفخ في الصور ويبيدهم فقرروا أن يبيدوا أنفسهم بأنفسهم!