قتل مسلّح فلسطيني سبعة إسرائيليين على الأقلّ بإطلاق نار مساء الجمعة خارج كنيس يهودي بحيّ استيطاني بالقدس الشرقية، بعد ساعات من عملية دامية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها قتل خلالها تسعة فلسطينيين، بينهم سيدة مسنة، وأصاب «20» آخرين بجراح بينهم «4» حالات خطيرة.
ما حدث يوم الجمعة يؤكد على الحاجة الملحة للخروج من الدائرة الدامية الراهنة، عبر تسوية سلمية حقيقية تقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
إن المسألة الجوهرية لا تتعلق بتوجيه اللوم أو تسجيل المواقف بقدر ما تستدعي التوقف أمام حقيقة أن ما يحدث سوف يؤدي مستقبلا إلى انفجار هائل ما زال في مقدور العالم وقفه عبر إجبار الإسرائيليين على الانخراط في عملية سلمية من شأنها وحدها فقط وضع حد لما نراه، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني يوميا إلى القتل والتنكيل وانتهاك مقدساته، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بأي طريقة من الطرق للدفع باتجاه تسوية سلمية تبلورت منذ سنوات طويلة عبر قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذه السلبية من جانب المجتمع الدولي أعطت المزيد من الإشارات الخاطئة للإسرائيليين من أجل مواصلة تعنتهم وتصعيد انتهاكاتهم والاستمرار في عمليات القتل اليومية التي يرتكبونها بحق الفلسطينيين، والآن أمام هذا التصعيد الذي نشهده فإن الحل الوحيد المتاح والمنطقي يتمثل في الدفع باتجاه مفاوضات، تقوم على قرارات الشرعية الدولية، ومن شأنها وحدها وضع نهاية لصراع حان الوقت لوقفه.