+ A
A -
موقفان يتواجهان اليوم في المنطقة العربية من مسألة الحلول التي لا بد من تقديمها لأجل الخروج بالأمة وبالمنطقة من الحفير الذي سقطت فيه. هذا الرأي أو هذا التقديم ينطلق من مسلمة مضمونها أن الرقعة العربية تواجه اليوم واحدة من أخطر مراحل تاريخها الحديث حيث تتمدد المشاريع التوسعية الامبراطورية على أطراف الأرض العربية.
أما الموقف الأول فيتمثل في التأكيد على أن المبادرات لا تتم ولا تنجح إلا في إطار العمل المشترك سواء كان عربيا أم اسلاميا أم إقليميا أم غيره أي أنه موقف ينصص على تجميع الجهود من أجل الخروج من الأزمة. وهذا الموقف يجد مستنداته التاريخية والعملية في أن التحرك الجماعي والعمل المشترك قادر وحده على تحقيق النتائج المرتقبة. أما الموقف الثاني فلا يؤمن بجدوى المبادرات المشتركة ويرى أن المبادرات الفردية أقرب إلى النجاعة والفعالية لسرعة الإنجاز والقدرة على الانجاز وهو موقف يتأسس على تحرير المبادرة ويرى أن المواقف المشتركة لم تحقق شيئا في تاريخ المنطقة بل راكمت حالة العجز وحالة الانهيار التي تعرفها الأمة.
بناء على الموقفين يكاد تاريخ العمل العربي والاسلامي يؤكد دون مجال للشك على فشل المبادرات العربية المشتركة وفشل المؤسسات التي صدرت عنها هذه المبادرات بدءا بجامعة الدول العربية وصولا إلى منظمات العمل المشترك في التربية والعلوم والأمن ... . بل الأخطر من كل ذلك هو إصرار كثيرين على اعتبار المؤسسات العربية جزءا من منظومة الاستبداد أو جزءا من منظومة تشريع الاستبداد والتطبيع معه أو ما يسمى بالنظام الرسمي العربي. للتدليل على ذلك تمثل جامعة الدول العربية نموذجا حيا على فشل العمل العربي المشترك بل إنها وقفت عاجزة في كل المراحل الحاسمة التي واجهت فيها الأمة ملفات وقضايا شائكة منذ احتلال فلسطين وتقسيم المنطقة العربية وصولا إلى الاحتلال الروسي لسوريا.
تأسيسا على كل التجارب العربية والاسلامية المشتركة فإن القول بوجود عمل عربي أو اسلامي مشترك ولو في حده الأدنى لدفع الحروب والأزمات الطائفية والعرقية المذهبية وتحسين القدرات العربية المشتركة هو قول مبالغ فيه إلى حد كبير جدا. الواقع أيضا ومن جهة اخرى هو أن بعض المبادرات الفردية العربية والاسلامية حققت نجاحات كبيرة خاصة فيما يخص المساعدات الانسانية أو مبادرات الوساطة الاقليمية في كثير من القضايا وليس إعمار غزة مثلا الذي بادرت به دولة قطر إلا دليلا على نجاح المبادرة الفردية التي تلتزم بالخطوط الكبرى لقيم الأمة وثوابتها.
لكن إذا كان من الصعب اليوم وعلى ضوء تشرذم الجهود العربية مع حروب الاستنزاف التي فرضت على المنطقة فإن الحكمة تقتضي العمل بمبدأين متوازيين حيث يتمثل الأول في الابقاء على المبادرات الفردية الناجعة ومحاولة التحرك من أجل فرض حد أدنى من التنسيق المشترك لتسهيل الخروج من راهن الفوضى الذي يكاد يعصف بالمنطقة برمتها.
بقلم : محمد هنيد
أما الموقف الأول فيتمثل في التأكيد على أن المبادرات لا تتم ولا تنجح إلا في إطار العمل المشترك سواء كان عربيا أم اسلاميا أم إقليميا أم غيره أي أنه موقف ينصص على تجميع الجهود من أجل الخروج من الأزمة. وهذا الموقف يجد مستنداته التاريخية والعملية في أن التحرك الجماعي والعمل المشترك قادر وحده على تحقيق النتائج المرتقبة. أما الموقف الثاني فلا يؤمن بجدوى المبادرات المشتركة ويرى أن المبادرات الفردية أقرب إلى النجاعة والفعالية لسرعة الإنجاز والقدرة على الانجاز وهو موقف يتأسس على تحرير المبادرة ويرى أن المواقف المشتركة لم تحقق شيئا في تاريخ المنطقة بل راكمت حالة العجز وحالة الانهيار التي تعرفها الأمة.
بناء على الموقفين يكاد تاريخ العمل العربي والاسلامي يؤكد دون مجال للشك على فشل المبادرات العربية المشتركة وفشل المؤسسات التي صدرت عنها هذه المبادرات بدءا بجامعة الدول العربية وصولا إلى منظمات العمل المشترك في التربية والعلوم والأمن ... . بل الأخطر من كل ذلك هو إصرار كثيرين على اعتبار المؤسسات العربية جزءا من منظومة الاستبداد أو جزءا من منظومة تشريع الاستبداد والتطبيع معه أو ما يسمى بالنظام الرسمي العربي. للتدليل على ذلك تمثل جامعة الدول العربية نموذجا حيا على فشل العمل العربي المشترك بل إنها وقفت عاجزة في كل المراحل الحاسمة التي واجهت فيها الأمة ملفات وقضايا شائكة منذ احتلال فلسطين وتقسيم المنطقة العربية وصولا إلى الاحتلال الروسي لسوريا.
تأسيسا على كل التجارب العربية والاسلامية المشتركة فإن القول بوجود عمل عربي أو اسلامي مشترك ولو في حده الأدنى لدفع الحروب والأزمات الطائفية والعرقية المذهبية وتحسين القدرات العربية المشتركة هو قول مبالغ فيه إلى حد كبير جدا. الواقع أيضا ومن جهة اخرى هو أن بعض المبادرات الفردية العربية والاسلامية حققت نجاحات كبيرة خاصة فيما يخص المساعدات الانسانية أو مبادرات الوساطة الاقليمية في كثير من القضايا وليس إعمار غزة مثلا الذي بادرت به دولة قطر إلا دليلا على نجاح المبادرة الفردية التي تلتزم بالخطوط الكبرى لقيم الأمة وثوابتها.
لكن إذا كان من الصعب اليوم وعلى ضوء تشرذم الجهود العربية مع حروب الاستنزاف التي فرضت على المنطقة فإن الحكمة تقتضي العمل بمبدأين متوازيين حيث يتمثل الأول في الابقاء على المبادرات الفردية الناجعة ومحاولة التحرك من أجل فرض حد أدنى من التنسيق المشترك لتسهيل الخروج من راهن الفوضى الذي يكاد يعصف بالمنطقة برمتها.
بقلم : محمد هنيد