+ A
A -
تتعرض مساحات واسعة من غابات العالم للتخريب بفعل العوامل الطبيعية والبشرية، في الوقت الذي تتشكل فيه صحوة عالمية للاهتمام بالبيئة لدورها المحوري في تحسين ظروف الحياة، ولم يسلم السودان من عوامل التدمير هذه، بل هو يدفع ثمنها يوما بعد الآخر.


ويعتقد المهندس الزراعي وخبير الغابات سفيان عبدالرازق إن أساس التدهور في عناصر البيئة هو تدخل الانسان بلا روية ولا ادراك لمفاهيم النظام العام الذي يحكم هذا الكوكب، مشيرا إلى أن التدهور الواضح للبيئة: « يتمثل في التلوث..فلقد لوثنا كل شيء في الوجود تقريباً مما ندركه و نستفيد منه».
وكشف سفيان في تصريحات لـ الوطن عن أن السودان فقد خلال السنوات الخمس الماضية فقط، ما يصل إلى مليون و250 ألف هكتار من مساحة غاباته الكلية، وفقا لدراسة حديثة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو). وضعت الدراسة السودان ضمن نطاق مناطق العالم التي تناقصت مساحة الغابات فيها بمعدل يتراوح بين 50 ألفا- 250 ألف هكتار سنويا خلال الفترة الممتدة من 2005- 2010.
وأوضح أن التصحر في السودان بدأ منذ الأربعينيات من القرن الماضي، ولكن وعلى الرغم من الوعي المبكر به، إلا أن التصحر مازال يتفاقم يوما بعد يوم ويهدد التقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد وسكانها، حيث تتجاوز الأراضي القاحلة وشبه القاحلة 51 بالمائة من إجمالي مساحة البلاد.
ويرى سفيان أنه من أجل وقف التدهور البيئي ينبغي تكثيف الزراعة بمختلف أنواعها بما في ذلك تلك الخاصة بالغابات، مشيرا في هذا الصدد إلى النشاط الملحوط في تطوير حزام أخضر حول العاصمة الخرطوم فضلا عن الاهتمام بتشجير الطرق ومختلف المساحات.
وأعلنت الجهات المعنية في الخرطوم مؤخرا عن خطط لزراعة 20 مليون شجرة في منطقة الحزام الأخضر حتى نهاية العام 2020، وأن العام 2017 وحده سيشهد زراعة 6 ملايين شجرة.
وشدد الخبير الزراعي على الكف عن القطع الجائر للاشجار، وحث الجهات التي تتقاطع مشروعاتها وخططها مع زراعة ونمو الاشجارـ مثل الكهرباء والطرق وغيرهما ـ ان يعطوا أهمية كبرى للاشجار، وأن هناك عدة حلول ومعالجات يمكن اتخاذها لتفادي قطعها، مشيرا إلى أنه في الدول المتطورة يمكن تحويل موقع بناية أو حتى طريق لتفادي قطع شجرة..
وتحدث المهندس سفيان الذي حضر قمة باريس للمناخ عن أهمية تلك القمة وأوضح ّ أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يعكس اقرارا ضمنيا بأن مسؤولية التصدي لتحدي تغيّر المناخ تطول كل الدول المائة وخمس وتسعين في العالم، بينما تتباين الالتزامات بحسب قدرات كل دولة.
copy short url   نسخ
26/04/2017
5004