تعاني مناطق جنوب السودان من المجاعة وسط مخاوف من أن حوالي نصف السكان سيواجهون نقصا كبيرا في الغذاء بحلول يوليو.
من أسباب المجاعة الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013 عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار. ومنذ ذلك الوقت اشتد القتال في البلاد المنقسمة بشكل كبير على أساس عرقي مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من إبادة جماعية محتملة.
لقد قاتل الجنوبيون من أجل دولة مستقلة، وكان لهم ما أرادوا، لكن الأمور لم تكن جيدة، إذ أن حلم الاستقلال تحول إلى كابوس حقيقي، أدى إلى ما نشهده اليوم حيث يواجه 5.5 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي بسبب تداعيات الصراع وارتفاع أسعار الغذاء وتعثر الاقتصاد وانخفاض الإنتاج الزراعي، وكلها أمور لم يواجهها الجنوبيون قبل الانفصال عن الشمال.
أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في 9 يوليو 2011، في أعقاب استفتاء أيد فيه 98.83% من المقترعين الانفصال عن السودان، هؤلاء إما قتلوا أو نزحوا عن ديارهم أو أنهم يواجهون المجاعة اليوم، ولو أنهم أدركوا ما سيكابدونه في دولتهم المستقبلية، ربما ما اختاروا الانفصال، لكن الأمور جرت في غير صالحهم، وهم اليوم يسددون ثمنا فادحا لهذا الخيار المؤلم.
لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف تم تبديد ثروات هذا البلد، والمتأمل في مشاهد المدن والقرى الجنوبية سوف يصاب بالأسى بسبب الفقر والفوضى وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية وعدم وجود بنى تحتية.
الذين اقترعوا لصالح الانفصال يتحملون مسؤولية كبيرة، لكن المسؤولية الأكبر تقع على ساسة هذا البلد وعلى كل الذين دعموا فكرة الاستقلال عن السودان، فهم المتسبب الأول بهذه الكارثة المريعة. المذهل هو انسداد الأفق وتوالي الكوارث وانعدام الأمل، والحل الحقيقي يكمن في إعادة توحيد السودان، لكن الذين يتقاتلون في الجنوب اليوم على السيطرة والمغانم ليسوا في وارد البحث عن حلول، ولم يعد أمام الـ «98.83%» الذين اقترعوا لصالح الانفصال سوى النزوح عن ديارهم طلبا للحياة الكريمة.
بقلم : حسان يونس
من أسباب المجاعة الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013 عندما أقال الرئيس سلفا كير نائبه ريك مشار. ومنذ ذلك الوقت اشتد القتال في البلاد المنقسمة بشكل كبير على أساس عرقي مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من إبادة جماعية محتملة.
لقد قاتل الجنوبيون من أجل دولة مستقلة، وكان لهم ما أرادوا، لكن الأمور لم تكن جيدة، إذ أن حلم الاستقلال تحول إلى كابوس حقيقي، أدى إلى ما نشهده اليوم حيث يواجه 5.5 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي بسبب تداعيات الصراع وارتفاع أسعار الغذاء وتعثر الاقتصاد وانخفاض الإنتاج الزراعي، وكلها أمور لم يواجهها الجنوبيون قبل الانفصال عن الشمال.
أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في 9 يوليو 2011، في أعقاب استفتاء أيد فيه 98.83% من المقترعين الانفصال عن السودان، هؤلاء إما قتلوا أو نزحوا عن ديارهم أو أنهم يواجهون المجاعة اليوم، ولو أنهم أدركوا ما سيكابدونه في دولتهم المستقبلية، ربما ما اختاروا الانفصال، لكن الأمور جرت في غير صالحهم، وهم اليوم يسددون ثمنا فادحا لهذا الخيار المؤلم.
لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف تم تبديد ثروات هذا البلد، والمتأمل في مشاهد المدن والقرى الجنوبية سوف يصاب بالأسى بسبب الفقر والفوضى وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية وعدم وجود بنى تحتية.
الذين اقترعوا لصالح الانفصال يتحملون مسؤولية كبيرة، لكن المسؤولية الأكبر تقع على ساسة هذا البلد وعلى كل الذين دعموا فكرة الاستقلال عن السودان، فهم المتسبب الأول بهذه الكارثة المريعة. المذهل هو انسداد الأفق وتوالي الكوارث وانعدام الأمل، والحل الحقيقي يكمن في إعادة توحيد السودان، لكن الذين يتقاتلون في الجنوب اليوم على السيطرة والمغانم ليسوا في وارد البحث عن حلول، ولم يعد أمام الـ «98.83%» الذين اقترعوا لصالح الانفصال سوى النزوح عن ديارهم طلبا للحياة الكريمة.
بقلم : حسان يونس