دخلت الأزمة السورية بالأمس «جنيف 4» في محاولة أممية لوضع حد لهذه الأزمة الشائكة والمعقدة. المبعوث الأممي- ستفان دي ميستورا- يبدو متفائلا، بإحداث اختراق يفضي إلى جولات من المباحثات المباشرة بين طرفي الصراع الدموي، لكن تفاؤل دي ميتسورا، عادة ما يصطدم باتساع هوة مطالب الطرفين.
تضييق الهوة، تلك هي مهمة المبعوث الأممي الآن.. وليس من سبيل إلى هذا إلا بتقديم كل طرف من أطراف النزاع، ما بات يعرف في أي مفاوضات بالتنازلات المؤلمة.
المعارضة التي رحبت بالمفاوضات المباشرة، تريد مفوضات حول «هيئة حكم انتقالي» مع استبعاد أي دور للأسد الملطخ بدم السوريين، لكن الشرط الأخير ترفضه دمشق، ويرفضه حلفاء نظامها الدموي.
من هنا، يبدو تحقيق أي اختراق، صعبا.. لكن المبعوث الأممي- دي ميستورا- الذي قال عن نفسه ذات يوم لقناة الجزيرة إنه مصاب بمرض التفاؤل المزمن، بدا متفائلا كعادته، وهو يلتقي - كلا على حدة- بوفد النظام السوري.. واثنين من وفد المعارضة.
ما يهمنا.. ويهم العالم كله، ان ينجح المبعوث الأممي، ذلك باختصار لأن الأزمة السورية لهي واحدة من أخطر الأزمات دموية في العالم.. وأخطرها كارثية على الصعيد الإنساني.. وذلك لأنها الأزمة التي ألقت بتعقيداتها ومضاعفاتها ليس فقط على الإقليم، وإنما على العالم كله.
ما يهمنا هو، التأكيد على أن لا مكان للأسد في أي تسوية سياسية، ذلك لأن الأسد كان هو السبب الأساسي في الأزمة، وهو من هنا لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يصبح- وهو الملطخ بالدم- جزءا من الحل.