قرأت البارحة خبرا عن قبطان «يخت» في أميركا، أرسل نداء استغاثة إلى خفر السواحل بعدما أوشك على الغرق بسبب سوء الأحوال الجوية. ولأن الشرطة هناك في خدمة الشّعب، باستثناء ذوي الأصول الإفريقية طبعا، حضر خفر السواحل على جناح السّرعة، وأنقذوه في آخر لحظة.

أخذوه إلى المستشفى وعالجوه، ثم اكتشفوا أنه مجرم خطير هارب من وجه العدالة، واليخت الذي «يتسرمح» به مسروق أيضا!

وأنت يا صاحبي اترك للصلح مطرحا، فلعلّ الأيام تلجئك إلى من فجرت في خصومته كما حدث مع صاحبنا الأميركي الذي لم يجد من يمدّ له يد المساعدة إلا الشرطة التي كان يهرب منها!

لا ترم الشوك في دروب الناس وإن ظننت أنّ هذه الطريق لم تعد طريقك، ما أدراك لربما عدت يوما ماشيا عليها حافيا، فيدميك حصاد ما كنت تبذر!

إذا كرهت فاكره هونا، هذه الدنيا على اتساعها أشبه بحيّ صغير، لا بدّ للناس أن يتلاقوا فيها وإن على طريق الصدفة! إنّ من لا يعرف أدب الخصومة فثق أنه لا يعرف الوفاق!

عندما تقع الخلافات الزوجية لا تجعلوا البيوت ساحة معركة، كل النصر فيها مقدار ما تلحقونه في الخصم من أذى، حتى إذا عادت المياه إلى مجاريها، قدر أحدكم أن يضع عينه في عين صاحبه، فإن المسمار المدقوق في الخشب يبقى أثره وإن نزع!

وفي خلافات الأرحام تذكروا أنّ الأكثر نبلا هو الذي لا يردّ الضربة وإن كان قادرا عليها، أي نصر في أن يضرب المرء نفسه!

مع الجيران، وزملاء العمل، والأصدقاء، والمعارف، أحبّوا هونا، وأبغضوا هونا، أهوج من لا يملك زمام نفسه!