مدينة القدس تمثل محور الصراع وهي القضية الأساسية لكل العرب والمسلمين وأن التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل يمثل استراتجية شاملة لا بد من تفعيلها في نطاق تحقيق الطموح الوطني وضمان التصدي لمؤامرات الاحتلال، ولذلك لا بد من التحرك العربي العاجل من أجل توسيع حملة التضامن مع القضية الفلسطينية حول العالم والعمل على عقد المؤتمرات الدولية لدعم قضية القدس وتعزيز الوعي الإسلامي والإنساني بالرواية الفلسطينية الدينية والتاريخية والسياسية في مواجهة رواية الاحتلال القائمة على تهويد القدس وسرق التاريخ وتزوير الحقيقة.
الوضع أصبح في الاراضي الفلسطينية المحتلة كارثيا ولا يمكن ان يستمر حيث يتعرض ابناء الشعب الفلسطيني لظروف حياتية ومعيشية صعبة لا يمكن ان يستوعبها أي احد، فالاحتلال قائم على ممارسة القوة والبطش والتطرف العنصري ويعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات، في خرق فاضح للقانون الدولي وتلك المسرحيات وتبادل الادوار التي تجري بين مختلف الكتل المنتمية لليمين المتطرف تعبر عن طبيعة المأزق السياسي الذي انتجته الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة والتي استمدت نتائجها من خلال استمرار عمليات القتل والحروب والعدوان الهمجي والتدمير والحصار والقتل والاستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات وطبيعة التوجه الاسرائيلي الذي يكرس نفس الادوات ويعبر عن نفس المشهد القائم مهما تبدلت الشخصيات في ظل تنامي ظاهرة التطرف بالمجتمع الاسرائيلي وصعود المستوطنين وسيطرتهم على اركان دولة الاحتلال ومختلف مؤسساتها الامنية والعسكرية.
الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في أرضه وفي عاصمته المقدسة ومرابطا في المسجد الأقصى المبارك رغم كل جرائم الاحتلال وظلمه، الأمر الذي يتطلب مساندة فاعلة وحقيقية من إخواننا العرب والمسلمين وكل أحرار العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني ودعم بقائه والتصدي لمؤامرات الاحتلال وممارسات المستوطنين العدوانية والتي باتت تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة.
سري القدوة
كاتب فلسطيني