+ A
A -
واقع الحال بات يفرض اقتحام الصعوبات وتذليل العقبات أمام سلام سوريا المأمول، ففي ظل انعقاد مفاوضات جنيف للمرة الرابعة، تقول كل المؤشرات إنه لا بديل عن بذل الجهد لإنجاح المفاوضات.
إننا نقول في هذا المقام، إن أنات الحزانى ودمعات الثكالى وصرخات الأيتام، ومعاناة النازحين، وآلام المهاجرين.. كلها عوامل تضغط على كل الأطراف لتقف أمام مسؤوليتها التاريخية لإنجاح المفاوضات.
العالم عبر طويلا عن آماله في إنهاء الأزمة بشكل شامل وعادل، ولكن رغم النوايا الحسنة التي أظهرتها قوى إقليمية ودولية كثيرة طيلة سنوات الأزمة الست، فإن الوضع ما زال يراوح مكانه، والقلق سيد الموقف.
إننا نأمل أن تتوج «جنيف 4» بما ينتظره العالم بأسره لها من نجاحات ممكنة وضرورية.
لم يعد هنالك مجال للتراخي أو التسويف، فأحلام الجائعين ومن يغالبون البرد القارس، ومن سكبوا الدمعات الغالية على مدى أزمنة طويلة، كلها أشياء يجب وضعها في الحسبان.
إن ما ننتظره من القوى الحريصة على معالجة الأزمة بشكل نزيه، هو أن يرتسم على الأرض سريعا حل واقعي عادل وشامل، يوقف أحزان الملايين التي تكابد الانتظار الطويل، آملة في أن ينقشع سريعا ليل المأساة عن سوريا، لتعود كما كانت، ملاذا آمنا، وواحة للاستقرار والأمان، وليتحقق العدل، وليستعيد الشعب قيم الحرية، وترسيخ مفاهيم تعزيز الكرامة، وإرساء السلام، وتوطيد مفاهيم حقوق الإنسان.
إن وقف المأساة في سوريا هو مطلب الساعة، ولا بد للمجتمع الدولي ألا يسمح بإنفاذ أي نوع من الحلول سوى تلك الحلول، التي تستجيب لكامل تطلعات الشعب السوري.