سألت المعلمة الطفل الجديد الذي جاء إلى الحضانة.. من تحب أكثر.. ماما أم بابا؟ فقال: بابا.. فأعادت السؤال: من تحب أكثر بابا أو ماما، معتقدة أنه يختار آخر ما سمع.. فأجاب: بابا.. فأعادت عليه السؤال مرة ومرتين وثلاثا.. وهو يصمم على الإجابة.. بابا.. وعند انتهاء اليوم المدرسي وقفت مع الطفل تنتظر من سوف يستلمه فجاء جده.. فقالت لجده: أرجوكم علموا الولد أن يحب أمه.. فالولد يكره أمه.. لأنه كلما سألته من يحب يجيب: بابا.. فاغرورقت عينا الجد..فأصرت المعلمة أن تعرف سر بكاء الجد.. فقال: الولد لا يعرف في الكون غير والده منذ الليلة الأولى لميلاده.. فقد ماتت أمه أثناء الوضع.. انهارت المعلمة.. وانحنت تقبل يد الجد ورأس الطفل.. وقد كانت تنتظره على باب الحضانة كل صباح.. وحين انتقل إلى المرحلة الابتدائية طلبت من الأب أن تعمل مربية له بعد الظهر.. فالعواطف الإنسانية.. والأمومة تجسدت في تلك المعلمة التي وهبت نفسها للطفل يتيم الأم وباتت هي أمه وعلمته أن يحب أمه في السماء وأن يدعو لها في صلواته..
***
احتجت طالبات صف سادس ابتدائي على معلمة يقلن إنها تضع «فكس» النفاذ.. ونقلن الشكوى إلى المديرة التي طلبت من جميع المدرسات ألا يضعن أية روائح عطرية أو غيرها لأن كثيرا من الطالبات لديهن حساسية أو ربو فمن ثم يتضررن من هذه الروائح.. حيث قررت أن تعمل طابورا صباحيا للمعلمات وتقوم بالمرور عليهن ومن تجد انها تضع أي عطر تقوم بإعادتها إلى بيتها لتغير ملابسها - طبعا هذا في مدرسة بدولة عربية لديها ناظرة كان يطلق عليها لقب أبله حكمت.. هذه الأبلة جميلة جدا وحازمة جدا.. فحين علمت أن طالبة في المرحلة الثانوية خطبت استدعتها لتحقق معها وتحاول ثنيها عن الزواج لحين إنهاء المرحلة الجامعية طبعا البنت قررت ان تواصل الطريق لبيت الزوجية.. بعد أن خلعت دبلة الخطوبة لترضى عنها المديرة..
من المهم فعلا أن تحافظ المدرسة على شياكتها واناقتها وحشمتها فهن قدوة للطالبات اللواتي يحملن صورة معلماتهن مدى العمر.
**
نبضة أخيرة
المحب للحبيب مطيع

بقلم : سمير البرغوثي