+ A
A -
قلت لوزير صديق كان لا يحب الحوارات الصحفية.. وأنا أتدرب في العمل الصحفي قال لي مدربي القادم من بلاد العم سام.. إذا الأمة سمحت بالسؤال الجريء فهي أمة تريد أن تتطور والأمة التي تخشى السؤال فهي لا تريد أن تتطور.. فضحك وقال ما الذي تريده.. قلت أنا ذاهب للقاء وزير سابق وسأطرح عليه أسئلة جريئة كان يجب أن نكون طرحناها عليه وهو في قمة السلطة فهو من فرسان الكلمة المعروفين إنه الأستاذ المربي الفاضل عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي السبيعي وزير التعليم الأسبق الذي بدأنا رحلة في فكره أمس واليوم نعود لنواصل رحلتنا في عقل رجل من رجالات قطر الذين قدموا لها كل جهد وساروا بالتعليم الذي أنجب هذه القيادات التي تتحمل مسؤولية المسيرة.. أذكر أني قلت له:
- السؤال الذي جئت أبحث عن إجابة عند سعادة الوزير هو عن حالة التعليم حين تحملت مسؤوليته الأولى: كيف كان وهل كان يحتاج إلى تطوير أم إلى تغيير؟! ابتسم الوزير بسمته الرزينة كما أذكر وقال يا برغوثي سؤالك يحتاج إلى مجلد لكن ما وددت أن أقوله:
لقد كلفت بوزارة التعليم عام 1989 وحتى عام 1996 حوالي سبع سنوات، وعندما بدأت كان التعليم في قمة النضج ولا يخفى على أحد أن مسيرة التعليم في قطر بدأت منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وبالتالي أنا تسلمت الوزارة بعد أربعة عقود من بداية المسيرة وعلى مدار تلك السنوات تراكمت خبرات لها قيمتها واحترامها وساهم فيها مربون أفاضل ولا يجب أن يجحد دورهم وتاريخهم، وهنا لابد أن أؤكد انه في العمل التربوي لا يمكن أن ننسبه إلى شخص واحد ونقول عنه هو البطل الوحيد، بينما العمل في التربية هو عمل جماعي يعتمد على فرق مختلفة في إنجازاتها وتطوير أعمالها، وفي البدايات كانت هناك رغبة شديدة في أن يؤسس لدينا في قطر نظام تعليمي على نفس نموذج الأنظمة التعليمية المتطورة في العالم العربي الموجودة في صدر العالم العربي في ذاك الوقت مثل مصر وسوريا ولبنان، حيث إن هذه الدول سبق وأسست أنظمتها التعليمية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فقد تأسست مدارس لها مناهجها ومعلموها وأنظمتها وبشكل أو آخر كانت أنظمة تعليمية مرتبطة بالأنظمة التعليمية في أوروبا وذلك لأن الشكل في البداية كان يعتمد على المحاكاة والاستفادة من الخبرة، وبالتالي عندما نتكلم عن خمسينيات القرن العشرين نستطيع أن نقول إنه تكونت خبرة تعليمية كبيرة في العالم العربي وأصبحت هناك مؤسسات تعليمية لها خبراتها وأجهزتها، ومن هنا كانت هناك رغبة شديدة أن تحدث لدينا نقلة نوعية من نظام بسيط متاح لأبناء قطر في أواخر الأربعينيات وهو النظام الذي كان يعرف بنظام الكتاتيب وكانت عبارة عن أماكن يجلس فيها معلم واحد ويتوافد على هذا المكان الأطفال من الجنسين، وفي الحقيقة كان لدينا هنا في قطر مراكز متعددة من هذه في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
قلت: إذن التعليم كان ناضجا.. فلماذا التجريب؟.. سؤال كان يحتاج إلى جواب حينها.. وحين نضجت التجربة الجديدة «تعليم لمرحلة جديدة» بدأت العودة للمرحلة السابقة.. وهي أيضا تطرح سؤالا يحتاج إلى إجابة من المعلم الأول سعادة السيد وزير التعليم..
نبضة أخيرة
بيني وبين وجه وطني نهر..
وبيني وبين عينيها بحر
والحب فوضى.. يحتاج إلى لباقة!!
بقلم : سمير البرغوثي
- السؤال الذي جئت أبحث عن إجابة عند سعادة الوزير هو عن حالة التعليم حين تحملت مسؤوليته الأولى: كيف كان وهل كان يحتاج إلى تطوير أم إلى تغيير؟! ابتسم الوزير بسمته الرزينة كما أذكر وقال يا برغوثي سؤالك يحتاج إلى مجلد لكن ما وددت أن أقوله:
لقد كلفت بوزارة التعليم عام 1989 وحتى عام 1996 حوالي سبع سنوات، وعندما بدأت كان التعليم في قمة النضج ولا يخفى على أحد أن مسيرة التعليم في قطر بدأت منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وبالتالي أنا تسلمت الوزارة بعد أربعة عقود من بداية المسيرة وعلى مدار تلك السنوات تراكمت خبرات لها قيمتها واحترامها وساهم فيها مربون أفاضل ولا يجب أن يجحد دورهم وتاريخهم، وهنا لابد أن أؤكد انه في العمل التربوي لا يمكن أن ننسبه إلى شخص واحد ونقول عنه هو البطل الوحيد، بينما العمل في التربية هو عمل جماعي يعتمد على فرق مختلفة في إنجازاتها وتطوير أعمالها، وفي البدايات كانت هناك رغبة شديدة في أن يؤسس لدينا في قطر نظام تعليمي على نفس نموذج الأنظمة التعليمية المتطورة في العالم العربي الموجودة في صدر العالم العربي في ذاك الوقت مثل مصر وسوريا ولبنان، حيث إن هذه الدول سبق وأسست أنظمتها التعليمية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فقد تأسست مدارس لها مناهجها ومعلموها وأنظمتها وبشكل أو آخر كانت أنظمة تعليمية مرتبطة بالأنظمة التعليمية في أوروبا وذلك لأن الشكل في البداية كان يعتمد على المحاكاة والاستفادة من الخبرة، وبالتالي عندما نتكلم عن خمسينيات القرن العشرين نستطيع أن نقول إنه تكونت خبرة تعليمية كبيرة في العالم العربي وأصبحت هناك مؤسسات تعليمية لها خبراتها وأجهزتها، ومن هنا كانت هناك رغبة شديدة أن تحدث لدينا نقلة نوعية من نظام بسيط متاح لأبناء قطر في أواخر الأربعينيات وهو النظام الذي كان يعرف بنظام الكتاتيب وكانت عبارة عن أماكن يجلس فيها معلم واحد ويتوافد على هذا المكان الأطفال من الجنسين، وفي الحقيقة كان لدينا هنا في قطر مراكز متعددة من هذه في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
قلت: إذن التعليم كان ناضجا.. فلماذا التجريب؟.. سؤال كان يحتاج إلى جواب حينها.. وحين نضجت التجربة الجديدة «تعليم لمرحلة جديدة» بدأت العودة للمرحلة السابقة.. وهي أيضا تطرح سؤالا يحتاج إلى إجابة من المعلم الأول سعادة السيد وزير التعليم..
نبضة أخيرة
بيني وبين وجه وطني نهر..
وبيني وبين عينيها بحر
والحب فوضى.. يحتاج إلى لباقة!!
بقلم : سمير البرغوثي