لم تتوقف عبادة الأصنام بعد انتشار الإسلام وزوال الأصنام حول الكعبة وإنما بقيت عبادة الأصنام قائمة طوال القرون الماضية وما زالت عبر تقديس الأشخاص سواء كانوا حكاما ظالمين أو وزراء فاسدين أو تجارا غرهم مالهم، أو كتابا اعتقدوا أنهم أصبحوا خلفاء للرسل من خلال ما يكتبون أو ينشرون، وفي المثال الأخير أذكر في عصرنا الكاتب محمد حسنين هيكل وكيف حول نفسه إلى صنم يعبد ذاته ويجمع بعض العباد حوله ممن كانوا يجلسون في حضرته أو يتحدثون عنه كأنما هو نبي مرسل، واختصر هو لنفسه لقب «الأستاذ» وكأنه لا أستاذ بعده، وكنت أتعجب كيف ألغى هؤلاء عقولهم وخضعوا للرجل خضوعا مقيتا تجلى حينما كتب مقالته الشهيرة الخاصة «بالاستئذان بالانصراف» في عام 2003 أي التوقف عن الكتابة والمشاركة في إبداء الرأي في الهم العام، وكان واضحا أنها فكرة رتبها الرجل ومن حوله من أجل زفة تدبج فيها المقالات والرجاءات للأستاذ ألا يرحل ويتركهم أيتاما، فكتبت عشرات المقالات التي يذرف أصحابها الدموع ويبثون الرجاء والأمل ألا يرحل، وقد جمعني عشاء آنذاك مع بعض الزملاء ووجدت من بين المدعوين بعض الذين يدقون الطبول لهيكل وإذا بهم لا حديث لهم سوى من كتب يرجو الأستاذ بالعودة ومن لم يكتب وإذا بهم يقولون إن فلانا لم يكتب يجب أن نحثه وفلانا وعد بالكتابة لكنه تأخر فيجب أن نذكره، فتعجبت من حجم التفاهة التي يعيش فيها هؤلاء لكن هذا ما كان يحدث وما كان من «الأستاذ» الذي رتب القصة حتى يرى مكانته بين عباده إلا أن نزل عن رغبة مريديه وعاد في سيناريو سينمائي مثير تابعناه جميعا.
ومثل هيكل يظهر من آن لآخر من يعتقد أنه خليفته أو منافسه، حيث يطلب من بعض الكتاب أو الصحفيين المرتزقة أن يكتبوا عنه، بعضهم مقابل المال أو المنصب أو الخدمات التي لا تنتهي، ولذلك أحيانا نجد عدة مقالات أو كتابات تخرج في أزمان متقاربة كلها تبجل وتمدح وتمسح على أحد هؤلاء الأصنام، سواء كان حاكما أو وزيرا أو كاتبا أو ما شابه، وحينما ننظر إلى الذين دبجوا المقالات والكتب لهذا أو ذاك نجدهم من هؤلاء المرتزقة الذي يبيعون دينهم بعرض زائل من الدنيا، وفي هذا الإطار ما زلت أذكر «الكتاب الأسود» الذي صدر في عهد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وكان عبارة عن وثائق تم الحصول عليها في القصر الرئاسي للمخلوع زين العابدين بن علي، تحوي أسماء مئات الصحفيين والكتاب من أنحاء العالم العربي، وحتى صحفيين أجانب، كانوا يتقاضون رواتب منتظمة أو مكافآت متقطعة من أجل الكتابة أو مدح الطاغية الظالم زين العابدين بن علي، بينهم أسماء مشهورة تصدرت المشهد الصحفي في مصر ومعظم الدول العربية لسنوات، لكنهم في النهاية لم يكونوا سوى أقلام للإيجار وعبادا لأصنام ورقية حيث يذهبون مع كتاباتهم وكتبهم وأصنامهم إلى مزبلة التاريخ بمجرد أن يجف مداد أقلامهم ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
بقلم : أحمد منصور
ومثل هيكل يظهر من آن لآخر من يعتقد أنه خليفته أو منافسه، حيث يطلب من بعض الكتاب أو الصحفيين المرتزقة أن يكتبوا عنه، بعضهم مقابل المال أو المنصب أو الخدمات التي لا تنتهي، ولذلك أحيانا نجد عدة مقالات أو كتابات تخرج في أزمان متقاربة كلها تبجل وتمدح وتمسح على أحد هؤلاء الأصنام، سواء كان حاكما أو وزيرا أو كاتبا أو ما شابه، وحينما ننظر إلى الذين دبجوا المقالات والكتب لهذا أو ذاك نجدهم من هؤلاء المرتزقة الذي يبيعون دينهم بعرض زائل من الدنيا، وفي هذا الإطار ما زلت أذكر «الكتاب الأسود» الذي صدر في عهد الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وكان عبارة عن وثائق تم الحصول عليها في القصر الرئاسي للمخلوع زين العابدين بن علي، تحوي أسماء مئات الصحفيين والكتاب من أنحاء العالم العربي، وحتى صحفيين أجانب، كانوا يتقاضون رواتب منتظمة أو مكافآت متقطعة من أجل الكتابة أو مدح الطاغية الظالم زين العابدين بن علي، بينهم أسماء مشهورة تصدرت المشهد الصحفي في مصر ومعظم الدول العربية لسنوات، لكنهم في النهاية لم يكونوا سوى أقلام للإيجار وعبادا لأصنام ورقية حيث يذهبون مع كتاباتهم وكتبهم وأصنامهم إلى مزبلة التاريخ بمجرد أن يجف مداد أقلامهم ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس.
بقلم : أحمد منصور