المسلسلات المدبلجة خاصة التركية تشاهد فيها فتيات جميلات ونظيفات ورجال أعمال من مديري بنوك ومزارع ومؤسسات، وأتابع مسلسلات مكسيكية وأشاهد أيضا جميلات وتجار مخدرات ومافيا، لم يستوقفني الجمال القادم من وراء المحيط، فلدينا على المحطات الفضائية آنسات وسيدات جميلات، أتابع حركة شفاههن الأنيقة وهن يقرأن التقارير، ويستوقفني جمالهن على الشاشة الصغيرة، أما القادمات من وراء المحيطات، فتستوقفني حركة «الشفايف» غير المتناسقة مع الكلام والمشهد، تلك النسوة يتحدثن «بالاسبنيولي» وعندما تتم «دبلجة» الصوت للعربي تصبح الشفايف في واد والكلام في واد.
وكثيرا ما أصرخ لهذا الامتهان للفم والشفتين واللسان، وكأن إحداهن حين تتحدث تضع في فمها مادة «للمضغ».
ويتوقف صراخي ومطالبتي بعدم الدبلجة واستبدالها بالترجمة، حين يبرر مسؤول في إحدى المحطات الفضائية «الدبلجة» بقوله ان العالم العربي مصاب بـ «العمى» فهو يسمع ولا يرى.. ومن أجله «ندبلج» المسلسلات.. لكن وماذا عن المذيعات الجميلات في الفضائيات؟ فبعضهن يتحدثن العربية بطلاقة، وبعضهن يتحدثن بلغة كأنها «مدبلجة» وايضا التبرير ان العربي، يريد ان يسمع ولا يرى وليس مهما اذا كان اللسان سليما أو معوجا، فالدلع على الشاشة واعوجاج اللسان اصبح من مؤهلات مذيعات الفضائيات، فذوق وثقافة المشاهد «عايزة كده».
إحدى الفضائيات تعمل على الاستغناء عن المذيعات ذوات اللسان الجاد واستبدالهن بمذيعات بلسان «مدبلج» فـ «العمى» عمّ، والناس لم تعد تفهم الفصحى، والمرحلة المقبلة تتطلب امتهان اللسان شفاهاً تتحرك، ونسمع كلاما آخر، وعيوننا محدقة، وشفاهنا مطبقة..
**
جميل أن يتدخل الرئيس محمود عباس لإصلاح ذات البين بين الفنانين راغب علامة وأحلام.... أحسده والله على صبره الذي لم ينفد.. فهو يقول انه يتابع «اراب ايدول» كما يتابع اسرائيل.. اغبطك سيدي الرئيس على هذه الروح التي تستحق وطنا من البحر إلى النهر.. وكم أتمنى أن تأتي صبية من شمال فلسطين وسط فلسطين لتلتقي شابا قادما من جنوبها وينتهي الخلاف بين شعب واحد غنى جميعا من الشمال إلى الجنوب مع المسلم السني محمد عساف ابن غزة.. وأيد جميعه الفلسطيني المسيحي الكاثوليكي يعقوب شاهيم ابن مدينة السلام الذي شارك عساف بطولة اراب ايدول..
شكرا لدولة قطر التي خرجت عالم العرب.. وتخرج فصيح العرب.. وهناك فرق بين عالم وفصيح ومحبوب عرب وسوبر عرب..
نبضة أخيرة
قلت للطير سلم عليها.. أنت وحدك من يعرف أن يسلم عليها..

بقلم : سمير البرغوثي