أن تختار موريشيوس رئيسة مسلمة مع أن نسبة المسلمين فيها لا تتعدى 17%، والمسيحيين 50 بالمائة، أن يصبح معدل دخل المواطن الموريشيوسي من أعلى الدخول في العالم.. أن تصبح محط انظار الباحثين عن شهر عسل آمن ومكان اجتماع آمن وبلد آمن.. يختار هذه الجزيرة في المحيط الهندي قبالة دول عربية افريقية كادت تصل إلى حافة الهاوية.... أن تكون هذه الجزيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن مليون ونصف المليون أمل الباحثين عن الامان الإنساني، اسأل عن مبادئ دستورها عن نظام الحكم فيها..عن نظام العدالة والشفافية والمعلوماتية اسأل عن شعارها الذي تتخذه نهجا لحياتها ومبدأ عمل لكل إنسان فيها وهو «الوطن.. والعمل.. والحب».
نعم الوطن.. الذي من اجله اخلص المخلصون ومن اجله أذابوا الفوارق بين الناس
نعم العمل الذي به تبنى الأوطان
نعم الحب الذي به نصنع السلام
وفي عالمنا العربي وفي الزمن الجميل كان هذا شعار العراق «الوطن.. العمل.. الحب» وهو ما انتج العصر الجميل حيث كان الدينار العراقي يساوي 3.65 دولار فقد كان على العرش فيصل الأول.. الذي عبر عن نظرته الإنسانية الدقيقة لمعالم الحياة العراقية وهو يخاطب الشعب العراقي: (( لا شيء في عرف الوطنية اسمه مسلم ومسيحي ويهودي، بل هناك شيء يقال له العراق... وإني أطلب من أبناء وطني العراقيين أن لا يكونوا إلا عراقيين، لأننا نرجع إلى أرومة واحدة، ودوحة واحدة... وليس لنا اليوم إلا واسطة القومية القوية التأثير)).
وعلى هذه الأسس كانت تتعايش الناس، تشعر بتلك الحرية والفسحة من الحرية التي تتمتع بها الناس في بلد يتسع لكل الأطياف الإنسانية، خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة المندائيين والأيزيديين، لا تميز دياناتهم وخصوصياتهم، كلهم يسعون لبناء العراق لا تحددهم خصوصيات أديانهم، فلكل شأنه الخاص ودينه الخاص أيضا.
والسويد وفنلندا والعديد من الدول الإنسانية التي لا تفرق بين الناس على أساس مذاهبهم ومعتقداتهم وتفتح أبوابها للجميع الكل سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى وهذا ما جاء به الإسلام وأضاعه المسلمون.. فتجد شعوبنا أوطانها آخر همها والعمل آخر شأنها والحب تحول إلى بغضاء.. لهذا تخلفنا وسنبقى متخلفين.. إن لم نعد إلى إنسانيتنا..
نبضة أخيرة
قابل القسوة بوردة.. يعود إليك النحل برحيق الزهر شهدا.
بقلم : سمير البرغوثي
نعم الوطن.. الذي من اجله اخلص المخلصون ومن اجله أذابوا الفوارق بين الناس
نعم العمل الذي به تبنى الأوطان
نعم الحب الذي به نصنع السلام
وفي عالمنا العربي وفي الزمن الجميل كان هذا شعار العراق «الوطن.. العمل.. الحب» وهو ما انتج العصر الجميل حيث كان الدينار العراقي يساوي 3.65 دولار فقد كان على العرش فيصل الأول.. الذي عبر عن نظرته الإنسانية الدقيقة لمعالم الحياة العراقية وهو يخاطب الشعب العراقي: (( لا شيء في عرف الوطنية اسمه مسلم ومسيحي ويهودي، بل هناك شيء يقال له العراق... وإني أطلب من أبناء وطني العراقيين أن لا يكونوا إلا عراقيين، لأننا نرجع إلى أرومة واحدة، ودوحة واحدة... وليس لنا اليوم إلا واسطة القومية القوية التأثير)).
وعلى هذه الأسس كانت تتعايش الناس، تشعر بتلك الحرية والفسحة من الحرية التي تتمتع بها الناس في بلد يتسع لكل الأطياف الإنسانية، خليط من المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة المندائيين والأيزيديين، لا تميز دياناتهم وخصوصياتهم، كلهم يسعون لبناء العراق لا تحددهم خصوصيات أديانهم، فلكل شأنه الخاص ودينه الخاص أيضا.
والسويد وفنلندا والعديد من الدول الإنسانية التي لا تفرق بين الناس على أساس مذاهبهم ومعتقداتهم وتفتح أبوابها للجميع الكل سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى وهذا ما جاء به الإسلام وأضاعه المسلمون.. فتجد شعوبنا أوطانها آخر همها والعمل آخر شأنها والحب تحول إلى بغضاء.. لهذا تخلفنا وسنبقى متخلفين.. إن لم نعد إلى إنسانيتنا..
نبضة أخيرة
قابل القسوة بوردة.. يعود إليك النحل برحيق الزهر شهدا.
بقلم : سمير البرغوثي