لو عاد حاتم الطائي ودعا إلى وليمة من الولائم التي يقيمها أهل قطر إكراماً لضيف أو صديق، أو حفل أو نهاية الأسبوع أو يوم ثلاثاء أو أربعاء أو حتى باقي أيام الأسبوع.. سوف يركب فرسه ويقول.. أنا لست أكرم العرب.. فالكرم هنا في قطر..
أمس دعيت إلى وليمة عشاء في مجلس الوجيه علي بن سلطان المعاضيد.. وهي ليست الدعوة الأولى.. وقد ابتدأت منذ العام 1999 حين ذهبت لأجرى حواراً معه لمجلة الرجل اللندنية واصطحبني إلى مجلسه وحين دخلت إلى غرفة الطعام ورأيت الطاولة الرخامية قلت كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف أن نقول حين ندخل جنة من جناتنا أو بيتاً من بيوتنا أو حين نرى ما يعجب أعيننا: «بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله» طاولة سفرة بـ400 كرسي تقريباً.. سألته يومها هل تمتلئ هذه الصالة، فقال في المناسبات كالأعراس أو في حالة دعوة عامة
وأمس وجدتها وقد امتلأت في دعوة عشاء للأحبة والأصدقاء باركه الرحمن وأكرمه، فقد امتلأت بما لذ وطاب وعلى كل طاولة خروف يليه حوار وأم الربيان عن اليمين والشمال.. فلا تحتاج إن كنت بحرياً أو من محبي اللحوم أو محبي الخضراوات، فالطاولة عامرة.. لم يحلم حاتم الطائي هو وقبيلته وكل من جاء بعده بمثل هذا الكرم الذي يتشابه عند «هل قطر» في مخيماتهم ومجالسهم كرم رأيته في مخيم المعلم عادل علي بن علي، في الشمال بمجالس السادة في الخور بمجالس المهاندة، في لخريب بمجالس الدواسر وفي مجالس الهواجر وفي فريج بن عمران بمجلس الكواري وفي الخريطيات بمجالس العطية والكعبان.. بمجالس بني مرة.. ومجالس بني قحطان.. وفي كل المناطق الكل من «هل قطر» كرم وجود الذي هو عادة وعبادة يتقرب به من يقدم الطعام إلى الله سبحانه وتعالى..
فبسمات العمال الذين يعملون بالمشاريع ترتسم على وجوههم حين يخصص لهم رجل خير غداء سمك كل يوم جمعة وإفطاراً رمضانياً كل يوم في رمضان..
بوركت قطر.. وبورك شعبها.. الذي يرى في قيادته قدوة.. وهي تمد يدها إلى غزة تضيء شوارعها وتطعم جائعها وتجبر كسر أهلها.. تمد يدها للمخيمات السورية في الأردن وسوريا ولبنان وتركيا.. وللداعي أبو سلطان الذي أوحى لي كرمه بهذه المقالة شكر ودعاء من الأرض إلى السماء..
نبضة أخيرة
حين تمتلئ القيثارة بأنات الجوى تصرخ الروح في القلب أن يسكت.
بقلم : سمير البرغوثي
أمس دعيت إلى وليمة عشاء في مجلس الوجيه علي بن سلطان المعاضيد.. وهي ليست الدعوة الأولى.. وقد ابتدأت منذ العام 1999 حين ذهبت لأجرى حواراً معه لمجلة الرجل اللندنية واصطحبني إلى مجلسه وحين دخلت إلى غرفة الطعام ورأيت الطاولة الرخامية قلت كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف أن نقول حين ندخل جنة من جناتنا أو بيتاً من بيوتنا أو حين نرى ما يعجب أعيننا: «بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله» طاولة سفرة بـ400 كرسي تقريباً.. سألته يومها هل تمتلئ هذه الصالة، فقال في المناسبات كالأعراس أو في حالة دعوة عامة
وأمس وجدتها وقد امتلأت في دعوة عشاء للأحبة والأصدقاء باركه الرحمن وأكرمه، فقد امتلأت بما لذ وطاب وعلى كل طاولة خروف يليه حوار وأم الربيان عن اليمين والشمال.. فلا تحتاج إن كنت بحرياً أو من محبي اللحوم أو محبي الخضراوات، فالطاولة عامرة.. لم يحلم حاتم الطائي هو وقبيلته وكل من جاء بعده بمثل هذا الكرم الذي يتشابه عند «هل قطر» في مخيماتهم ومجالسهم كرم رأيته في مخيم المعلم عادل علي بن علي، في الشمال بمجالس السادة في الخور بمجالس المهاندة، في لخريب بمجالس الدواسر وفي مجالس الهواجر وفي فريج بن عمران بمجلس الكواري وفي الخريطيات بمجالس العطية والكعبان.. بمجالس بني مرة.. ومجالس بني قحطان.. وفي كل المناطق الكل من «هل قطر» كرم وجود الذي هو عادة وعبادة يتقرب به من يقدم الطعام إلى الله سبحانه وتعالى..
فبسمات العمال الذين يعملون بالمشاريع ترتسم على وجوههم حين يخصص لهم رجل خير غداء سمك كل يوم جمعة وإفطاراً رمضانياً كل يوم في رمضان..
بوركت قطر.. وبورك شعبها.. الذي يرى في قيادته قدوة.. وهي تمد يدها إلى غزة تضيء شوارعها وتطعم جائعها وتجبر كسر أهلها.. تمد يدها للمخيمات السورية في الأردن وسوريا ولبنان وتركيا.. وللداعي أبو سلطان الذي أوحى لي كرمه بهذه المقالة شكر ودعاء من الأرض إلى السماء..
نبضة أخيرة
حين تمتلئ القيثارة بأنات الجوى تصرخ الروح في القلب أن يسكت.
بقلم : سمير البرغوثي