+ A
A -
أهدتني الزميلة سمر الأشقر من «بد روم» التركية
مقطعا هز وجداني..
وحملني العشق الأبدي إلى أحضان القدس رماني
المشهد من الزميلة الراقية سمر لريح يرقص سيدة السفوح
على قمم جمال القرية التركية الوادعة.. ليتماهى مع قريتي
دير غسان مناجيا أمه الأولى في القدس، شجرة الزيتون الأولى التي قال اليابانيون إن عمرها الآن 5500 سنة وفق أجهزة قياس لديهم حيث بدأت اليابان زراعة الزيتون ايضا وأصله من فلسطين.
نعم إنها أم البدايات.. ومنها حملوا النسل إلى شمال افريقيا واسبانيا فإيطاليا فتركيا.. ليصبح لها الآن 850 مليون ابنة وحفيدة في العالم وزيتها علاج وغذاء وفيه شفاء.. إنها الشجرة المباركة التي وصفت في القرآن شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، شجرة سيدنا احمد البدوي، في سفوح قرية «الولجة» المقدسية ولا يحتاج الزائر للشجرة لأقوال الخبراء، ليدرك على الفور عمرها الضارب في القدم، حيث يصل قطرها إلى 20 مترا.
في مطعم فندق في ابو ظبي زرعوا سيدة السفوح على سفح الفندق وهيأوا لها أجواء بلاد الشام ويتماهون أن جميع الغذاء مطهوّ بزيت الزيتون.. وحين يقدمون لك «الستارتر» يكون عبارة عن صحن زيت وحبات زيتون وقطعة خبز.. وما أن تذوقت اللقمة الأولى حتى توقفت، فسألني النادل: ما بك؟.. قلت له هذا الزيت انتاج العام الماضي.. قال لا إنه انتاج هذا العام، فبحثت عن تاريخ الانتاج الموجود على الغرشة فكان فعلا قبل سنتين.. فقلت له: لا أعتقد أن إنسانا رضع زيت الزيتون وهو في رحم أمه وحمل نبتتها ليزرعها في قطر لتنمو وتكاد تنتج لولا قساوة شهر الصيف الذي لا يتحمله سوى النخيل....
إنها سيدة السفوح كما وصفها محمود درويش وهي التي تعلن أن فلسطين لمن يتذوق زيتي ولمن يعرف ويقدر ما أعصره من ماء وزيت وما أطرحه من أعواد وجفت.. لهذا سأبقى هوية الفلسطيني حتى لو خلعت اسرائيل كل زيتون العالم.. فالشجرة تعرف ابنها الأول..
شكرا للزميلة سمر التي اختارت مجاورة الشجرة المباركة في تركيا لتعوضها بعض ما تعرفت عليه في وطنها حين زارته وعمرها فقط تسع سنين..
نبضة أخيرة
لسيدة تسكن عند مغرب الشمس تنتظر القمر ليعلن بدء المقاومة.. تحية.
بقلم : سمير البرغوثي
مقطعا هز وجداني..
وحملني العشق الأبدي إلى أحضان القدس رماني
المشهد من الزميلة الراقية سمر لريح يرقص سيدة السفوح
على قمم جمال القرية التركية الوادعة.. ليتماهى مع قريتي
دير غسان مناجيا أمه الأولى في القدس، شجرة الزيتون الأولى التي قال اليابانيون إن عمرها الآن 5500 سنة وفق أجهزة قياس لديهم حيث بدأت اليابان زراعة الزيتون ايضا وأصله من فلسطين.
نعم إنها أم البدايات.. ومنها حملوا النسل إلى شمال افريقيا واسبانيا فإيطاليا فتركيا.. ليصبح لها الآن 850 مليون ابنة وحفيدة في العالم وزيتها علاج وغذاء وفيه شفاء.. إنها الشجرة المباركة التي وصفت في القرآن شجرة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، شجرة سيدنا احمد البدوي، في سفوح قرية «الولجة» المقدسية ولا يحتاج الزائر للشجرة لأقوال الخبراء، ليدرك على الفور عمرها الضارب في القدم، حيث يصل قطرها إلى 20 مترا.
في مطعم فندق في ابو ظبي زرعوا سيدة السفوح على سفح الفندق وهيأوا لها أجواء بلاد الشام ويتماهون أن جميع الغذاء مطهوّ بزيت الزيتون.. وحين يقدمون لك «الستارتر» يكون عبارة عن صحن زيت وحبات زيتون وقطعة خبز.. وما أن تذوقت اللقمة الأولى حتى توقفت، فسألني النادل: ما بك؟.. قلت له هذا الزيت انتاج العام الماضي.. قال لا إنه انتاج هذا العام، فبحثت عن تاريخ الانتاج الموجود على الغرشة فكان فعلا قبل سنتين.. فقلت له: لا أعتقد أن إنسانا رضع زيت الزيتون وهو في رحم أمه وحمل نبتتها ليزرعها في قطر لتنمو وتكاد تنتج لولا قساوة شهر الصيف الذي لا يتحمله سوى النخيل....
إنها سيدة السفوح كما وصفها محمود درويش وهي التي تعلن أن فلسطين لمن يتذوق زيتي ولمن يعرف ويقدر ما أعصره من ماء وزيت وما أطرحه من أعواد وجفت.. لهذا سأبقى هوية الفلسطيني حتى لو خلعت اسرائيل كل زيتون العالم.. فالشجرة تعرف ابنها الأول..
شكرا للزميلة سمر التي اختارت مجاورة الشجرة المباركة في تركيا لتعوضها بعض ما تعرفت عليه في وطنها حين زارته وعمرها فقط تسع سنين..
نبضة أخيرة
لسيدة تسكن عند مغرب الشمس تنتظر القمر ليعلن بدء المقاومة.. تحية.
بقلم : سمير البرغوثي