القول: إذا عزّ أخوكَ فهُنْ
القائل: هذيل بن هبيرة التغلبي
أما القصة: فإن هذيل بن هبيرة التغلبي كان سيد قومه، فأغار على بني ضبة لأجل الغزو والسّلب كحال العرب في الجاهلية، إذ كانوا يغزو بعضهم بعضًا، فانتصر، وغنِم، فقال له أصحابه: اقسمْ الغنائم بيننا، فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالغنائم أن يدرككم القوم للثأر قبل أن تبلغوا دياركم، فرفضوا، وأصروا أن يقسم بينهم من ساعته، فنزل عن فرسه، وقسم الغنائم بينهم وقال: إذا عزّ أخوكَ فهُن! فأجراها في العرب مثلًا.
الدرس الأول:
قالوا قديمًا: خطأ الجماعة خير من صواب الفرد! شخصيًا أنا ضد هذا القول، فالخطأ خطأ ولو فعله كل الناس، والصواب صواب ولو لم يفعله أحد، والأنبياء إنما بُعثوا أفرادًا صائبين في جماعات خاطئة، ولكن إذا كان رأي الجماعة صوابًا ورأي الفرد كذلك، فالأولى اتباع الجماعة فلا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية!
الدرس الثاني:
القائد الفذّ لا يضع نفسه في موضع أن يكسر من معه أو يكسروه، فإنه إن كسرهم تبعوه بعد ذلك على بغض، وإن كسروه ضاعت هيبته، حاولوا دومًا ألا توصلوا الأمور إلى مفترق طرق، أغلب مشاكلنا الاجتماعية لا تتعلق بالمبادئ وإلا لقلتُ لينكسر من شاء ولينجبر من شاء، لا تتنازلوا عن مبادئكم، ولكن مشاكلنا هي خيار بين خيارين ورأي بين رأيين، ولو تأملنا في الحياة لوجدنا أن الرأي الأصوب في الغالب يكون من توفيق بين رأيين!
الدرس الثالث:
الحق أحقُّ أن يُتَّبع، ومطالبة الناس إياك بحقهم الذي عندك ليس من المفترض أن يكون موضع سخط لديك، النبيل إذا رأى تصرفًا سليمًا عززه ولو على نفسه، وعندما أرسل عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وابنه ليقتص من الابن للقبطيَّ في حادثة السباق الشهيرة وقال للقبطيّ: اضرب ابن الأكرمين كما ضربك، ثم قال لعمرو قولته الأشهر في التاريخ: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا! قال له عمرو بعدما خلا به: أخشى أن يجترئ الناس على الولاة يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: نِعم جرأة الرعية في الحقِّ!
الدرس الرابع:
إذا عاسرك صديقكَ فياسره، إنك تجد موقفًا تكسبه كل يوم ولكنك لا تجد صديقًا كل يوم، سأل أعرابي رجلًا عن سبب مفارقته صديقه، فقال: عذرته سبعين مرة ثم فارقته! فقال له الأعرابي: بئس الصاحب أنتَ، إذ ضاق صدرك على صاحـبــك فلــم تجد له متسعًا بعد السبعين!
بقلم : أدهم شرقاوي
القائل: هذيل بن هبيرة التغلبي
أما القصة: فإن هذيل بن هبيرة التغلبي كان سيد قومه، فأغار على بني ضبة لأجل الغزو والسّلب كحال العرب في الجاهلية، إذ كانوا يغزو بعضهم بعضًا، فانتصر، وغنِم، فقال له أصحابه: اقسمْ الغنائم بيننا، فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالغنائم أن يدرككم القوم للثأر قبل أن تبلغوا دياركم، فرفضوا، وأصروا أن يقسم بينهم من ساعته، فنزل عن فرسه، وقسم الغنائم بينهم وقال: إذا عزّ أخوكَ فهُن! فأجراها في العرب مثلًا.
الدرس الأول:
قالوا قديمًا: خطأ الجماعة خير من صواب الفرد! شخصيًا أنا ضد هذا القول، فالخطأ خطأ ولو فعله كل الناس، والصواب صواب ولو لم يفعله أحد، والأنبياء إنما بُعثوا أفرادًا صائبين في جماعات خاطئة، ولكن إذا كان رأي الجماعة صوابًا ورأي الفرد كذلك، فالأولى اتباع الجماعة فلا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية!
الدرس الثاني:
القائد الفذّ لا يضع نفسه في موضع أن يكسر من معه أو يكسروه، فإنه إن كسرهم تبعوه بعد ذلك على بغض، وإن كسروه ضاعت هيبته، حاولوا دومًا ألا توصلوا الأمور إلى مفترق طرق، أغلب مشاكلنا الاجتماعية لا تتعلق بالمبادئ وإلا لقلتُ لينكسر من شاء ولينجبر من شاء، لا تتنازلوا عن مبادئكم، ولكن مشاكلنا هي خيار بين خيارين ورأي بين رأيين، ولو تأملنا في الحياة لوجدنا أن الرأي الأصوب في الغالب يكون من توفيق بين رأيين!
الدرس الثالث:
الحق أحقُّ أن يُتَّبع، ومطالبة الناس إياك بحقهم الذي عندك ليس من المفترض أن يكون موضع سخط لديك، النبيل إذا رأى تصرفًا سليمًا عززه ولو على نفسه، وعندما أرسل عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وابنه ليقتص من الابن للقبطيَّ في حادثة السباق الشهيرة وقال للقبطيّ: اضرب ابن الأكرمين كما ضربك، ثم قال لعمرو قولته الأشهر في التاريخ: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا! قال له عمرو بعدما خلا به: أخشى أن يجترئ الناس على الولاة يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: نِعم جرأة الرعية في الحقِّ!
الدرس الرابع:
إذا عاسرك صديقكَ فياسره، إنك تجد موقفًا تكسبه كل يوم ولكنك لا تجد صديقًا كل يوم، سأل أعرابي رجلًا عن سبب مفارقته صديقه، فقال: عذرته سبعين مرة ثم فارقته! فقال له الأعرابي: بئس الصاحب أنتَ، إذ ضاق صدرك على صاحـبــك فلــم تجد له متسعًا بعد السبعين!
بقلم : أدهم شرقاوي