ليس من الغريب أن يكون أحد أسباب روعة اللغة الإنجليزية هو أنها ثاني أكثر اللغات انتشاراً حول العالم (بعد لغة الماندرين الصينية)، وإلى حد كبير اللغة الأكثر تعلماً واستخداماً مع ما يقدر بنحو 1.5 مليار شخص يتحدث الإنجليزية، من بينهم 400 مليون متحدث أصلي على مستوى العالم، ما يعني أن لديك عدداً مهولاً من الأشخاص الذين يمكنك التحدث إليهم!
وقد يبدو تعلم الإنجليزية صعباً على البعض، لكن بمجرد فهم أساسيات هذه اللغة فإنك ستفهم معظم من يتحدثون بها في أي مكان. ولقد أصبحت اللغة الإنجليزية على مدار العقد أو العقدين الماضيين أكثر انتشاراً، ومهارة مرغوبة لدى معظم الشركات الكبرى، خصوصاً بعدما اتجه العالم أكثر إلى العولمة.
وعلى الصعيد الدولي، تعد اللغة الإنجليزية اللغة السائدة والشائعة في الأعمال، حيث صار التحدث بهذه اللغة ضرورة لا غنى عنها. ومع توسع المزيد من الشركات في الأسواق العالمية فمن الطبيعي أن تتطلع إلى تعيين المزيد من الأشخاص القادرين على التواصل مع عملاء يرجح أن يكونوا ممن يتحدثون بالإنجليزية.
لا تذهب إلى بعيد، ففي معظم الدول العربية التي يحلم بزيارته الأجانب قبل العرب، لن تحقق النجاح إذا لم تكن على دراية بالإنجليزية نطقاً وكتابة، حيث تطلب غالبية الشركات إتقاناً جيداً لهذه اللغة من أجل التواصل مع العملاء من مختلف الجنسيات، والذين يتحدث أغلبهم الإنجليزية كلغة أولى أو ثانية.
وبالتالي فإن تعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية هو طريقة رائعة لتعزيز سيرتك الذاتية، وزيادة فرصك في جذب أصحاب العمل؛ أما إتقانها فهو ميزة مذهلة تفتح لك المزيد من الأبواب في العالم المهني. فإذا كنت تطمح أن تكون موظفاً ناجحاً جداً أو رجل أعمال دولياً، فمن الضروري أن تتحدث الإنجليزية بمستوى لائق.
وفي سياق تعلم هذه اللغة المهمة، يعاني البعض من صعوبات عدة، بينما يخشى الكثيرون من الأخطاء في بداية تعلمهم، ما يجعلهم يحجمون عن إكمال المشوار، ويرفضون المجازفة بالتحدث إلى المتحدثين الأصليين خشية أن يخطئوا.
إن الحرف J الذي يشبه العكاز مثلاً، ويتم الخلط بينه وبين الحرف G لم يدخل اللغة الإنجليزية إلى سنة 1524م ككتابة، حيث كان المتحدثون يلفظونه كما نلفظه اليوم، ولكن عند الكتابة يكتبونه مثل الحرف i الذي يشبه عصا فوقها نقطة. وهذا يعني أن من يخطئ بين الـ J والـ G لا يرتكب خطأ تاريخياً فادحاً؛ لأن الفرق في الكتابة بينهما لم يبدأ إلا من حوالي 500 سنة مضت.
وبعيداً عن كون الخطأ اللغوي الوارد ارتكابه صغيراً أو كبيراً، ينبغي ألا تتردد في ممارسة اللغة الإنجليزية نطقاً وكتابة مهما كانت التحديات؛ لأنك لن ترتقي بمستواك ما لم تخطئ وتتعلم من أخطائك.
لا يوجد أحد بدأ تحدث أي لغة بطلاقة ما دامت ليست لغته الأم التي تربى عليها منذ الصغر. لهذا يجب ألا نضع الحواجز في طريقنا، وألا نجعل الأخطاء شماعة نعلق عليها تقاعسنا عن ممارسة اللغة أياً كانت.
حين كنت طالباً لم أكن أدرك مدى أهمية اللغة الإنجليزية إلى هذه الدرجة التي أدركها اليوم. ولو عادت السنوات إلى الوراء لجعلت همي الأول والأخير هو إتقان هذه اللغة العالمية؛ لأنني اكتشفت بعدما سافرت إلى بعض الدول مدى أهمية الإنجليزية في تعزيز فرص الحصول على وظائف استثنائية بأجور مجزية للغاية.
كنت مثل أقراني من الزملاء نسعى إلى تطوير مهارات أخرى، دون أن ندرك أن إتقان اللغة الإنجليزية نطقاً وكتابة هو بوابة واسعة إلى عالم مليء بالفرص الذهبية. فنصيحتي الغالية لك هي أن تركز على تعلم هذه اللغة العالمية أكثر من أي شيء آخر، وألا تخشى ارتكاب الأخطاء أثناء التعلم والممارسة؛ لأن إتقان الإنجليزية سيفتح لك مجالات لانهائية للتوظيف والكسب من العمل الحر أيضاً، أعتذر بشدة من بعض الأصدقاء الذين سوف يهاجمونني بعد قراءة هذا المقال؛ ولكن هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.