تحولت قطر إلى رمز من رموز العمل الإنساني، وأصبحت، بفضل جهودها الجبارة على هذا الصعيد، رائدة الدبلوماسية الإنسانية، دون منازع، عبر الدور المتعاظم للدبلوماسية الوقائية التي تنتهجها في السياق الإقليمي، للتوسط في بعض الصراعات التي كانت تمثل تهديدات للسلم والأمن الدوليين في منطقة الشرق الاوسط، على غرار الأزمة في لبنان والنزاع في دارفور والعلاقات بين السودان وتشاد وبين جيبوتي وإريتريا، وكذلك في أفغانستان، حيث سجلت في هذا الملف نجاحات كبيرة لقيت الإشادة والاستحسان من العالم بأسره، وآخر هذه الإشادات تمثلت في قرار مجلس الشيوخ الأميركي الذي تضمن إعراب المجلس عن شكره وتقديره لدولة قطر على جهودها، ودورها الحاسم في مساعدة الولايات المتحدة على إجلاء آلاف الأشخاص من مواطنيها، والمقيمين الدائمين الشرعيين والأفغان المعرضين للخطر وعائلاتهم من أفغانستان، ودور قطر المحوري في إيواء آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وهو القرار الذي تسلمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خلال استقبال سموه أمس سعادة الدكتور روجر مارشال، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كانساس بالولايات المتحدة الأميركية الصديقة.

خلال اللقاء أكد سمو الأمير المفدى على موقف قطر الدائم في دعم العمل الإنساني الدولي، وبذل كافة الجهود والمساعي من أجل إحلال السلام في المنطقة والعالم، وهو موقف مبدئي ثابت يدخل في صلب السياسة القطرية الرامية إلى حماية الأمن والسلم الدوليين عبر كل السبل المتاحة، وقرار مجلس الشيوخ الأميركي اعتراف نقدره للغاية بهذه الجهود الإنسانية الكبيرة لدولة قطر.