عم الإضراب الشامل أمس، جميع المحافظات الفلسطينية، تنديدا بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، والتي أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح.. الإضراب شل مناحي الحياة كافة، وأغلقت المدارس والجامعات والمصارف والمحلات التجارية، وسط دعوات شعبية لمواجهة الاحتلال في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب.

ما حدث في نابلس هو جزء من جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ومن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، اقتحامات في سجن «ريمون» واجراءات مشددة في جلبوع في اليوم الثامن من العصيان الجماعي الذي يقوم به الأسرى ردا على القوانين التي يعملون على تشريعها، كما أن قوات الاحتلال اقتحمت منازل أسرى ومحررين وصادرت أموالا ومصاغا ذهبيا وسيارة وقام المستوطنون بقطع عشرات الأشجار.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أين المجتمع الدولي من هذه الممارسات؟ فالمطلوب وقفة جادة في وجه الاحتلال من كافة الدول والمنظمات الدولية، ومساندة ودعم الشعب الفلسطيني، خاصة أن جرائم الاحتلال وانتهاكاته لكل القوانين لم تتوقف، وما يحدث في هذه الأيام ومجزرة نابلس المؤلمة خير دليل على أن الاحتلال لا يسمع ولا يهتم إلا بالأفعال وليس بالأقوال.. فقد تجاوز الاحتلال كل الحدود في انتهاكه قرارات الشرعية الدولية بارتكابه جرائم مروعة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي واجه أوضاعا قاسية تستوجب من الجميع مواصلة الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته وفقا للقانون الدولي.