ارتكبت سلطات الاحتلال جريمة جديدة في مدينة جنين باغتيال ثلاثة مواطنين، فجر أمس، وإصابة عشرة آخرين، وهو تصعيد خطير للغاية يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع، وهي تأتي وكأنها رد على المطلب الأميركي بوقف التصعيد، قبيل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للمنطقة في محاولة منها للتهرب من أي استحقاق سياسي.أيضا تأتي هذه الجريمة المروعة في وقت بدا فيه الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الهش على شفا الانهيار، بعد أن أكد عضو الكنيست عن حزب رئيس الوزراء نفتالي بينيت اليميني، نير أورباخ، أنه «لم يعد جزءا» من الحكومة.جاء هذا التطور في الوقت الذي اقترب فيه ائتلاف بينيت، المتنوع أيديولوجياً والذي يضم أحزاباً يمينية وليبرالية وعربية، من الانهيار، بعد عام من إنهائه فترة حكم بنيامين نتانياهو القياسية التي دامت 12 عاماً.ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم هو محاولة من جانب بينيت لحشد التأييد لائتلافه الهش، عبر تصعيد الجرائم والانتهاكات وعمليات القتل والتنكيل بحق المواطنين الفلسطينين، ما يفرض على المجتمع الدولي والإدارة الأميركية تحديدا التحرك الجدي والفاعل، من خلال الضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان وخروج الأمور عن السيطرة.ما تحاول الحكومة الاسرائيلية فعله هو تصدير أزمتها الداخلية عبر تصعيد دموي في الأراضي المحتلة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق يستوجب من المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل وحاسم من أجل وقفه، والحل لا يكون ببيانات الشجب والاستنكار وإنما بالعمل الجاد لإعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، والدفع باتجاه تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، والكف عن سياسة المماطلة والتسويف التي لم تثمر سوى عن المزيد من الضحايا الأبرياء في صفوف الشعب الفلسطيني.
تصعيد خطير
- 18/06/2022
- /
- آراء و قضايا
+ A
A -