+ A
A -
لم أكن من المشجعين للاحتفال بعيد الأم لأنه رسخ في يقيني ألا عيد لنا نحن المسلمين سوى الفطر والأضحي.. ولكن منذ أن ضحى العرب بصدام حسين في العيد الأضحى بدأت ابحث عن فرح في عيد الفطر سائلين الله ألا يرتكب الضلاليون مذبحة في عيد الفطر تجعله مناسبة حزن لا مناسبة فرح..
نعم لم أكن من المشجعين ولم أقدم يوما وردة لأمي في هذا اليوم بالذات لكن خصصتها بكل حبي في أيام كثيرة استحقتها.. أمس شدني مشهد أحفادي وهم يدخلون على جدتهم أطال الله في عمرها، ويسلمونها الوردة الواحد تلو الآخر، وفق الترتيب العمري الأصغر فالأكبر إلى أول حفيد التي هي بنت أيضا.. وقد أطرقت مفكرة.. وحين سألتها: فيم تفكرين؟.. قالت: هل سأصبح جدة بعمر جدتي وسيأتي أطفال يحملون الورد؟ ليعود المشهد وأبكي..
هي الحياة وهذه الجدة مستعدة لفناء عمرها من أجل بسمة لحفيدتها الصغرى، التي يجري بينهما حوار أظنه أحيانا مع اثنتين متساويتين في العمر، كل ذلك بفضل المحافظة على التواصل مع الجدة حتى وإن باتت في الستين.. وما بينننا خمسة عقود..
كانت أم تجلس على قارعة الطريق والدمع يترقرق في جفنيها.. فالحرقة على ابن عاق موجود في البلد ومنذ تزوج قبل عشرين عاما لم ير والدته ولم يزرها، وأولاده لا يعرفون أن لهم جدة في قطر.. بل تمادى هذا الابن العاق ورفع قضية على والدته يطالب بحقه في بيت تسكنه ويدعوها إلى بيعه.. يقف القاضي ويقول له.. أمك.. أمك.. أمك.. ويرد ببرود ايه يعني أمي..
تضع يداها على رأسها تولول.. تسعة اشهر في بطني وسنتان معلق على صدري وبذلت عمري من أجل تعليمك ركضت معك إلى مدرستك طفلا.. وصارعت الحياة وأنا في كل مراحل التعليم أتابعك ووالدك في الغربة.. وأفخر وأزغرد يوم تخرجك.. يا فرحة الدنيا.. فما الذي جرى يا ابني.. بعد أن تزوجت لم تعد ابني.. أهكذا تحول المرأة الرجل حتى عن أمه/ ألم تسمع «ست الحبايب» التي تغنى بها كل عشاق الأمهات..
آه يا ولدي.. لن أغضب عليك.. فأنت فلذة كبدي تقول الأم.. فهل يرتد العاق لأمه إليها يقبل قدميها فالجنة تحت أقدامها..
نبضة أخيرة
لكل امرأة في الكون علمي ابنك حب زوجته وأمه..
بقلم : سمير البرغوثي
نعم لم أكن من المشجعين ولم أقدم يوما وردة لأمي في هذا اليوم بالذات لكن خصصتها بكل حبي في أيام كثيرة استحقتها.. أمس شدني مشهد أحفادي وهم يدخلون على جدتهم أطال الله في عمرها، ويسلمونها الوردة الواحد تلو الآخر، وفق الترتيب العمري الأصغر فالأكبر إلى أول حفيد التي هي بنت أيضا.. وقد أطرقت مفكرة.. وحين سألتها: فيم تفكرين؟.. قالت: هل سأصبح جدة بعمر جدتي وسيأتي أطفال يحملون الورد؟ ليعود المشهد وأبكي..
هي الحياة وهذه الجدة مستعدة لفناء عمرها من أجل بسمة لحفيدتها الصغرى، التي يجري بينهما حوار أظنه أحيانا مع اثنتين متساويتين في العمر، كل ذلك بفضل المحافظة على التواصل مع الجدة حتى وإن باتت في الستين.. وما بينننا خمسة عقود..
كانت أم تجلس على قارعة الطريق والدمع يترقرق في جفنيها.. فالحرقة على ابن عاق موجود في البلد ومنذ تزوج قبل عشرين عاما لم ير والدته ولم يزرها، وأولاده لا يعرفون أن لهم جدة في قطر.. بل تمادى هذا الابن العاق ورفع قضية على والدته يطالب بحقه في بيت تسكنه ويدعوها إلى بيعه.. يقف القاضي ويقول له.. أمك.. أمك.. أمك.. ويرد ببرود ايه يعني أمي..
تضع يداها على رأسها تولول.. تسعة اشهر في بطني وسنتان معلق على صدري وبذلت عمري من أجل تعليمك ركضت معك إلى مدرستك طفلا.. وصارعت الحياة وأنا في كل مراحل التعليم أتابعك ووالدك في الغربة.. وأفخر وأزغرد يوم تخرجك.. يا فرحة الدنيا.. فما الذي جرى يا ابني.. بعد أن تزوجت لم تعد ابني.. أهكذا تحول المرأة الرجل حتى عن أمه/ ألم تسمع «ست الحبايب» التي تغنى بها كل عشاق الأمهات..
آه يا ولدي.. لن أغضب عليك.. فأنت فلذة كبدي تقول الأم.. فهل يرتد العاق لأمه إليها يقبل قدميها فالجنة تحت أقدامها..
نبضة أخيرة
لكل امرأة في الكون علمي ابنك حب زوجته وأمه..
بقلم : سمير البرغوثي