+ A
A -
تعرف فرنسا خلال الثالث والعشرين من الشهر القادم الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستحدد اسم الرئيس القادم للجمهورية الفرنسية. لم يشهد السياق الانتخابي مفاجآت كبيرة تذكر سوى تلك التي تعلقت بالمرشح «فرنسوا فيون» عن حزب الجمهوريين وقد كشفت الفضيحة النقاب عن استغلاله للنفوذ وتوظيف زوجته وأبنائه في وظائف وهمية تتبع دوائر نفوذه السياسية.
اليوم وبعد أن كان المرشح «فيون» هو الأوفر حظا لخلافة الرئيس الحالي «هولند» تراجعت حظوظه بشكل كبير ولم تمنحه استطلاعات الرأي الأخيرة أكثر من 19 بالمائة من أصوات المستجوبين. أما المرشح الأوفر حظا فهو الشاب «إمانوال ماكرون» الوسطي الذي يعتبر مرشح رجال الأعمال ومرشح البنوك الفرنسية الكبرى وقد تحصل حسب آخر استطلاعات للرأي على نسبة 26 ونصف بالمائة من أصوات المستجوبين. المرشح «ماكرون» يواجه أكبر تحدياته من خلال ضرورة تبني خطاب يجمّع الفرنسيين خاصة بعد التحاق عدد كبير من الوجوه السياسية المعروفة في فرنسا به وبحزبه مثل زعيم حزب الوسط فرنسوا بيرو أو وزير الخارجية السابق برنار كوشنير.
في أقصى اليمين المتطرف تقف «مارين لوبان» عن حزب الجبهة الوطنية وهي ابنة الزعيم التاريخي لهذا الحزب «جان ماري لوبان» بخطابها العنصري المتطرف والذي لا يعتمد إلا على معاداة العرب والمسلمين والمهاجرين. هو خطاب قد استفاد كثيرا من تقدم اليمين العنصري في كامل أوروبا وخاصة في النمسا وهولندا وألمانيا بسبب أزمة اللاجئين وعجز الحكومات الأوروبية وتدهور الاقتصاد وترجع القدرة الشرائية للمواطن.
أما مرشحا اليسار وهما «بنوا هامون» عن اليسار الاشتراكي و«جان لوك ميلونشون» عن أقصى اليسار فقد منحتهما استطلاعات الرأي 12 ونصف بالنسبة للأول و10 ونصف بالنسبة للثاني. وهما مرشحان يتنافسان على الوصول إلى الدور الثاني لكن تراجع شعبية الرئيس الاشتراكي «فرنسوا هولند» وغياب برامج انتخابية حقيقية وقابلة للتطبيق يجعل حظوظ وصولهما إلى الدور الثاني أمرا صعبا لكنه يبقى ممكنا.
لا تكاد تخرج أغلب نقاشات المترشحين ومشاريعهم الانتخابية عن ثلاثة محاور وهي الاقتصاد والمجتمع والعلاقات الدولية. ويكاد يمثل الاقتصاد العصب الحقيقي لخطاب الحملة الانتخابية لأنه يلقي بظلاله الكثيفة على المجتمع ويحدد طبيعة العلاقات الخارجية للدولة الفرنسية. بناء عليه فإن حقيقة الصراع بين المرشحين إنما تتمحور حول هذه النقطة بالتحديد وهو ما يفسر صعوبة فوز مرشحة اليمين المتطرف بالرئاسيات رغم قدرتها على بلوغ الدور الثاني.
بقلم : محمد هنيد
اليوم وبعد أن كان المرشح «فيون» هو الأوفر حظا لخلافة الرئيس الحالي «هولند» تراجعت حظوظه بشكل كبير ولم تمنحه استطلاعات الرأي الأخيرة أكثر من 19 بالمائة من أصوات المستجوبين. أما المرشح الأوفر حظا فهو الشاب «إمانوال ماكرون» الوسطي الذي يعتبر مرشح رجال الأعمال ومرشح البنوك الفرنسية الكبرى وقد تحصل حسب آخر استطلاعات للرأي على نسبة 26 ونصف بالمائة من أصوات المستجوبين. المرشح «ماكرون» يواجه أكبر تحدياته من خلال ضرورة تبني خطاب يجمّع الفرنسيين خاصة بعد التحاق عدد كبير من الوجوه السياسية المعروفة في فرنسا به وبحزبه مثل زعيم حزب الوسط فرنسوا بيرو أو وزير الخارجية السابق برنار كوشنير.
في أقصى اليمين المتطرف تقف «مارين لوبان» عن حزب الجبهة الوطنية وهي ابنة الزعيم التاريخي لهذا الحزب «جان ماري لوبان» بخطابها العنصري المتطرف والذي لا يعتمد إلا على معاداة العرب والمسلمين والمهاجرين. هو خطاب قد استفاد كثيرا من تقدم اليمين العنصري في كامل أوروبا وخاصة في النمسا وهولندا وألمانيا بسبب أزمة اللاجئين وعجز الحكومات الأوروبية وتدهور الاقتصاد وترجع القدرة الشرائية للمواطن.
أما مرشحا اليسار وهما «بنوا هامون» عن اليسار الاشتراكي و«جان لوك ميلونشون» عن أقصى اليسار فقد منحتهما استطلاعات الرأي 12 ونصف بالنسبة للأول و10 ونصف بالنسبة للثاني. وهما مرشحان يتنافسان على الوصول إلى الدور الثاني لكن تراجع شعبية الرئيس الاشتراكي «فرنسوا هولند» وغياب برامج انتخابية حقيقية وقابلة للتطبيق يجعل حظوظ وصولهما إلى الدور الثاني أمرا صعبا لكنه يبقى ممكنا.
لا تكاد تخرج أغلب نقاشات المترشحين ومشاريعهم الانتخابية عن ثلاثة محاور وهي الاقتصاد والمجتمع والعلاقات الدولية. ويكاد يمثل الاقتصاد العصب الحقيقي لخطاب الحملة الانتخابية لأنه يلقي بظلاله الكثيفة على المجتمع ويحدد طبيعة العلاقات الخارجية للدولة الفرنسية. بناء عليه فإن حقيقة الصراع بين المرشحين إنما تتمحور حول هذه النقطة بالتحديد وهو ما يفسر صعوبة فوز مرشحة اليمين المتطرف بالرئاسيات رغم قدرتها على بلوغ الدور الثاني.
بقلم : محمد هنيد