+ A
A -
الزميل الأستاذ أحمد علي، وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية.. أفرحني وأبكاني على وطني الذي لم أدخله منذ «أوسلو».. وفي ذلك قصة تروى.. فمن كانوا مع «أوسلو» ذهبوا ومن لم يكونوا مع «أوسلو» خرجوا.. الأستاذ أحمد لم يكن مع «أوسلو».. لكنه على الحياد.
أبوعلي رأى رام الله مرتين في أقل من عامين وقابل الرئيس مرتين في أقل من عامين.. زار القدس وصلى في الأقصى.. زار نابلس وتجول في أزقتها واشتم رائحة جبل النار الملتهب منذ عرف طريقه الثوار..
الزميل أحمد علي ابن قطر، الذي عاش طفولته مع زملاء فلسطينيين بالمدرسة والشارع والملعب والمكتب وكان يظن أنهم عائدون يوماً ما إلى وطنهم.. وأنهم سوف يستقبلونه يوماً في فلسطين، خاصة في زمن مظاهرات كان يخرج فيها شيوخ ووزراء ووطنيون يطالبون بتحرير فلسطين وإقامة الوطن المستقل.. والصوت يرتفع «من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر لبيك عبدالناصر».. الشعوب لبت وعبدالناصر تخاذل وسلم..
زمن ولى.. لتبقى فلسطين حبيسة الرهينين: الرهين الأول الاحتلال القوي بمن خلفه والأمة العربية الضعيفة بمن خلفها.
وضاعت أماني الزميل بوعلي أن يرى زملاءه قد حملوا ذكرياتهم وما يملكون ليعودوا إلى أرض عليها «ما يستحق الحياة»..
فقرر أن يذهب هو بنفسه بما تسمح له مهنته وما تم من تقديم تسهيلات له من قبل المعنيين ليجد نفسه في رام الله يحمل القلم المناضل.. ويكتب على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وعلى بعد أمتار من مكان جلس فيه وقف فدائي عربي في الستينيات اسمه فهد الأحمد وقال: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
أبوعلي.. عاد يحمل أطيب ذكرى عن شعب صامد في رام الله، في القدس، في نابلس وجنين وطولكرم والخليل وبيت لحم وغزة والجليل.. شعب منذ سبعين عاماً يقف شامخاً في وجه المحتل.. لأن على فلسطين ما يستحق الحياة.. هواء عليل عند المساء.. حضارة ممتدة إلى كنعان جدنا الذي جاء من اليمن.. إنساناً الذي رضع حب فلسطين وأنجب محمود درويش وسميح القاسم وصانع الصابون والكنافة وصانع الحياة.. شعب استقبل أبوعلي وحملوه التحية لنا هنا نحن المحرومين من وطننا.. نحن الذين يغنون مع أحمد شوقي في منفاه.. حرام على بلابله الدوح..
هنيئاً للزميل أحمد علي وقد تناول طبق الكنافة الساخن في نابلس.. طبق يحلم به كل فلسطيني من ليلة مولده.. ومن يتذوقه يحن إليه ويشتاق أن يعود إليه.. أسأل الله أن تكون الرحلة القادمة لأبي علي وإسرائيل قد رحلت ليقيم بيتاً له في رام الله مصيفاً لأبنائه وأحفاده على مدى الدهر.
بقلم : سمير البرغوثي
أبوعلي رأى رام الله مرتين في أقل من عامين وقابل الرئيس مرتين في أقل من عامين.. زار القدس وصلى في الأقصى.. زار نابلس وتجول في أزقتها واشتم رائحة جبل النار الملتهب منذ عرف طريقه الثوار..
الزميل أحمد علي ابن قطر، الذي عاش طفولته مع زملاء فلسطينيين بالمدرسة والشارع والملعب والمكتب وكان يظن أنهم عائدون يوماً ما إلى وطنهم.. وأنهم سوف يستقبلونه يوماً في فلسطين، خاصة في زمن مظاهرات كان يخرج فيها شيوخ ووزراء ووطنيون يطالبون بتحرير فلسطين وإقامة الوطن المستقل.. والصوت يرتفع «من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر لبيك عبدالناصر».. الشعوب لبت وعبدالناصر تخاذل وسلم..
زمن ولى.. لتبقى فلسطين حبيسة الرهينين: الرهين الأول الاحتلال القوي بمن خلفه والأمة العربية الضعيفة بمن خلفها.
وضاعت أماني الزميل بوعلي أن يرى زملاءه قد حملوا ذكرياتهم وما يملكون ليعودوا إلى أرض عليها «ما يستحق الحياة»..
فقرر أن يذهب هو بنفسه بما تسمح له مهنته وما تم من تقديم تسهيلات له من قبل المعنيين ليجد نفسه في رام الله يحمل القلم المناضل.. ويكتب على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وعلى بعد أمتار من مكان جلس فيه وقف فدائي عربي في الستينيات اسمه فهد الأحمد وقال: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
أبوعلي.. عاد يحمل أطيب ذكرى عن شعب صامد في رام الله، في القدس، في نابلس وجنين وطولكرم والخليل وبيت لحم وغزة والجليل.. شعب منذ سبعين عاماً يقف شامخاً في وجه المحتل.. لأن على فلسطين ما يستحق الحياة.. هواء عليل عند المساء.. حضارة ممتدة إلى كنعان جدنا الذي جاء من اليمن.. إنساناً الذي رضع حب فلسطين وأنجب محمود درويش وسميح القاسم وصانع الصابون والكنافة وصانع الحياة.. شعب استقبل أبوعلي وحملوه التحية لنا هنا نحن المحرومين من وطننا.. نحن الذين يغنون مع أحمد شوقي في منفاه.. حرام على بلابله الدوح..
هنيئاً للزميل أحمد علي وقد تناول طبق الكنافة الساخن في نابلس.. طبق يحلم به كل فلسطيني من ليلة مولده.. ومن يتذوقه يحن إليه ويشتاق أن يعود إليه.. أسأل الله أن تكون الرحلة القادمة لأبي علي وإسرائيل قد رحلت ليقيم بيتاً له في رام الله مصيفاً لأبنائه وأحفاده على مدى الدهر.
بقلم : سمير البرغوثي