على مدى أكثر من 1400 عام عاشت الأقليات بمعتقداتها وأديانها في كنف الدولة الإسلامية دون أن تتعرض لأي اضطهاد أو ظلم أو تهجير بل وشارك كثير من أبنائها في بنية الدولة الإسلامية في عصورها المختلفة منذ عهد الراشدين إلى الأمويين إلى العباسيين إلى الدويلات المختلفة في أنحاء العالم الإسلامي على امتداده، وبرز شعراء وكتاب غير مسلمين كتبوا عن الثقافة والحضارة الإسلامية وبرز شعراء مثل الأخطل التغلبي النصراني وعشرات من الكتاب والمؤرخين والأدباء وغيرهم، وكان هذا ما يميز الدولة الإسلامية على امتداد العصور، لكن المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين وغيرهم من الأوروبيين حينما قاموا باحتلال مناطق شاسعة من الدول العربية والإسلامية لعبوا على وتر الأقليات بشكل كبير واستخدموا ذوي النفوس الضعيفة منهم ليكونوا أدوات لهم في إعانتهم على احتلال وتفتيت الدول العربية والإسلامية كما استخدموهم في الجيوش التي أسسوها في تلك الدول، وكانت بلاد الشام والعراق من أبرز تلك المناطق فاستخدم الفرنسيون الأقليات في كل من سوريا ولبنان واستخدم البريطانيون الأقليات في العراق بشكل كبير، فصنعوا من خلال ذلك الشقاق داخل المجتمعات في هاتين الدولتين اللتين كانتا قبل الحرب العالمية الأولى مع غيرهما من دول العالم الإسلامي الأخرى امتدادا متداخلا ضمن نطاق الدولة العثمانية وقبلها ضمن نطاق الدول المتعاقبة من الأموية إلى العباسية وغيرهما حتى أن كلا من دمشق وبغداد كانتا عواصم لهاتين الدولتين.
بعد الحرب العالمية الأولى قام الغرب بتمزيق العالم الإسلامي إلى دول ودويلات وجعل للأقليات نفوذا غير مسبوق لاسيما في الجيوش التي أسسها على النظام الغربي والتي مازالت قائمة إلى اليوم حيث تحولت في معظمها من جيوش تابعة للمستعمر إلى جيوش وطنية من خلال استقلال شكلي وأبقى الرباط قائما مع قيادات هذه الدول واستخدم الانقلابات العسكرية والبعثات والمنح التعليمية العسكرية وسيلة للسيطرة عليها ولم يكن العسكر في معظم هذه الدول إلا سببا رئيسيا في هزائمها وكانت مناوشاتهم فيما بينهم أكثر من مناوشاتهم مع أعدائهم، حيث استنزفت الثروات والرجال والعتاد في حروب لا طائل من ورائها، ولما شعرت الدول الغربية بأن هناك نهضة للشعوب استخدمت تلك الجيوش كما حدث في اليمن وسوريا ومصر في ضرب الشعب وهي التي موجهة في الأساس لحمايته، فقام الجيش في مصر بإحهاض الثورة وقتل الآلاف وتحول إلى أداة لقمع الشعب وهو المخول بالدفاع عنه كما قام الجيش بتجريف مدن كاملة من سيناء لم يجرؤ الصهاينة على القيام بذلك خلال احتلالهم لسيناء كما قام المستعمر بتفكيك جيش العراق وتسليم الدولة للمليشيات الطائفية، وفي سوريا حيث دعم الغرب والشرق النظام العلوي من البداية قام الجيش ومازال بتدمير الإنسان و المدن والحضارة والتاريخ في سوريا وكذلك قام جيش اليمن الذي صنع علي عبد الله صالح ولاءه له وليس للدولة.
فكانت الجيوش والأقليات هي السلاح الذي استخدمه الغرب في تدمير نهضة الشعوب العربية ومحاولتها الانفلات من ربقة الاحتلال غير المباشر لها، لكن هذه أيضا لها جولة وهي في طريقها للاندثار وطالما بقيت إرادة الشعوب باقية ورغبتها في الحرية قائمة فإن عجلة الزمان سوف تدور وسوف يدفع البغاة الثمن.
بقلم : أحمد منصور
بعد الحرب العالمية الأولى قام الغرب بتمزيق العالم الإسلامي إلى دول ودويلات وجعل للأقليات نفوذا غير مسبوق لاسيما في الجيوش التي أسسها على النظام الغربي والتي مازالت قائمة إلى اليوم حيث تحولت في معظمها من جيوش تابعة للمستعمر إلى جيوش وطنية من خلال استقلال شكلي وأبقى الرباط قائما مع قيادات هذه الدول واستخدم الانقلابات العسكرية والبعثات والمنح التعليمية العسكرية وسيلة للسيطرة عليها ولم يكن العسكر في معظم هذه الدول إلا سببا رئيسيا في هزائمها وكانت مناوشاتهم فيما بينهم أكثر من مناوشاتهم مع أعدائهم، حيث استنزفت الثروات والرجال والعتاد في حروب لا طائل من ورائها، ولما شعرت الدول الغربية بأن هناك نهضة للشعوب استخدمت تلك الجيوش كما حدث في اليمن وسوريا ومصر في ضرب الشعب وهي التي موجهة في الأساس لحمايته، فقام الجيش في مصر بإحهاض الثورة وقتل الآلاف وتحول إلى أداة لقمع الشعب وهو المخول بالدفاع عنه كما قام الجيش بتجريف مدن كاملة من سيناء لم يجرؤ الصهاينة على القيام بذلك خلال احتلالهم لسيناء كما قام المستعمر بتفكيك جيش العراق وتسليم الدولة للمليشيات الطائفية، وفي سوريا حيث دعم الغرب والشرق النظام العلوي من البداية قام الجيش ومازال بتدمير الإنسان و المدن والحضارة والتاريخ في سوريا وكذلك قام جيش اليمن الذي صنع علي عبد الله صالح ولاءه له وليس للدولة.
فكانت الجيوش والأقليات هي السلاح الذي استخدمه الغرب في تدمير نهضة الشعوب العربية ومحاولتها الانفلات من ربقة الاحتلال غير المباشر لها، لكن هذه أيضا لها جولة وهي في طريقها للاندثار وطالما بقيت إرادة الشعوب باقية ورغبتها في الحرية قائمة فإن عجلة الزمان سوف تدور وسوف يدفع البغاة الثمن.
بقلم : أحمد منصور