قبل الربيع العربي.. وإسرائيل تدك غزة وتحول مبانيها إلى رماد وتحول شعبها إلى معاق وتقتل الحلم العربي وتدك جنوب لبنان والمخيمات والأمة العربية كانت عاجزة حتى عن عقد قمة عربية قلت في مقالة حينها.. لتلغ الجامعة العربية ولنبحث عن بديل.. وخرجنا للشوارع نغني الحلم العربي..
أمس وأنا أتابع استقبال الأردن للقادة العرب الذين مازالوا يمسكون زمام الأمور والقوة في بلدانهم وأرى الملك سلمان خادم الحرمين بهيبته، وأرى الأمير تميم بن حمد أمير قطر بكل بشاشته وسماحته، وأرى الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت ببسمته وحنكته وأرى زعماء مصر والعراق والسودان وتونس وموريتانيا وعمان وباقي الدول العربية التي نجت من ويلات الربيع العربي، قلت إن الحلم الآن في هذه الثلة من القادة التي سوف تلتئم على البحر الميت لتحيي الحلم العربي في أن يكون لهذه الأمة حضن تلجأ إليه حين يشتد الخطب، هذه القمة ستبعث الأمل من جديد أن هناك مستقبلا آخر غير الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن الذي يقذف أسوأ ما بأحشائه..
نعم قادة حكماء يلتقون على الشاطئ الحي من البحر الميت الهادئ المطل على أريحا حيث يعيش شعب فلسطين تحت نير احتلال يرفض أن يتنازل عن القدس ويواصل بناء المستوطنات على الأراضي العربية..
يجتمع الحكماء في البلد المجاور لسوريا التي تشهد أقسى مما شهدته في زمن التتار وتحتاج إلى موقف حاسم من قادة العرب لإعادة سوريا إلى الحضيرة العربية، تنعقد في البلد المجاور للعراق الذي يشهد حربا على الإرهاب تجر إلى حرب طائفية يواجه فيها المسلمون السنة ابشع مصير..
يجتمع الحكماء في بلد الرباط والأمل كل الأمل أن يعيدوا العرب الذين اختفوا عن الساحة سياسيا وعسكريا واقتصاديا، الأمل أن يضعوا حلا لمعضلتين الأولى إنهاء هذا الإرهاب الملفع بثوب مزيف، والثانية وقف التدخلات الأجنبية في شؤوننا من الشرق والغرب.. فلقد وصلنا إلى النضج السياسي، نأمل أن يحقق حكماء قمة عمان حلمنا.. لننعم سويا من المحيط إلى الخليج.
أجيال ورا أجيال... هتعيش على حلمنا
واللي نقوله اليوم... محسوب على عمرنا
جايز ظلام الليل... يبعدنا يوم إنما
يقدر شعاع النور... يوصل لأبعد سما
ده حلمنا.. طول عمرنا.. حضن يضمنا.. كلنا كلنا..
نعم.. حضن عمان..حضن دافئ وصدر واسع وتسمح للجميع أن يستريح ليواصل المشوار.. مشوار العزة والكرامة التي نتطلع إليها في نهاية حلمنا...
بقلم : سمير البرغوثي