زيارة وفد من سفراء وقناصل أوروبيين، لبلدات فلسطينية شمالي الضفة الغربية تعرضت لعنف المستوطنين الأحد الماضي، خطوة مهمة ومتقدمة، كما هو حال إدانة وزارة الخارجية الأميركية «بشدة» دعوة وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إلى «محو» بلدة حوارة الفلسطينية، لكن ذلك ليس كافيا، قياسا بردود الفعل الغربية المختلفة حيال أي هجوم فلسطيني يستهدف المستوطنين، كما أنه ليس كافيا قياسا على مدى قدرته في تشكيل موقف من شأنه ردع قوات الاحتلال والمستوطنين معا.

لقد سمعنا ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، يعرب عن التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين، وهو يقدم واجب العزاء لعائلة الفلسطيني سامح أقطش، والذي استشهد خلال أعمال عنف نفذها مستوطنون، ومما قاله إن عنف المستوطنين يجب أن يتوقف في كل المناطق، من حق السكان والعائلات والأطفال أن يعيشوا بأمان، كما طالب بمحاسبة كل من ارتكبوا تلك الجرائم، وأن يقدموا للعدالة ويأخذ جناة عقوبة ما اقترفوه، مشددا على رفض الاتحاد الأوروبي لتلك الأعمال.

لا تصريحات الأوروبيين ولا انتقادات الأميركيين كان لها أي رد فعل مؤثر من جانب الحكومة الإسرائيلية، إذ يدرك الجميع أن هذه الجرائم تتم بمباركة هذه الحكومة وتشجيع منها، والدعوة لارتكاب الجرائم خرجت من وزير المالية فيها عندما طالب بـ«محو» بلدة حوارة، وهو يرقى إلى التحريض على ارتكاب جريمة حرب.

المطلوب إحالة هذا الصراع برمته إلى مجلس الأمن لتنفيذ القرارات الصادرة حوله، وبغير ذلك فإن الجرائم الإسرائيلية سوف تتواصل تمهيداً لانفجار كبير آخر.