+ A
A -

في كتابه «خُرافات صينية» يروي «دايان دي بريما» أنه كان في قديمِ الزمانِ حطَّابٌ أحبَّ المالَ أكثر من أي شيءٍ في الحياة، وكانَ كُلما باعَ الحطبَ الذي يقطعه من الغابة، وضعَ النقودَ في صندوقٍ مُحكمِ الإغلاق، ولم يحدثْ مرَّةً أن فتحَ الصندوق ليأخذ منه شيئاً، لم يكُن يفتحه إلا ليضع فيه!وفي أحدِ الأيام، وأثناء اقتطاعه للحطب، هجمَ عليه نمرٌ، فحاولَ أن يهربَ منه، ولكنه سُرعان ما تعثَّر، فحملَهُ النمرُ بفمه!ورأى ابنُ الحطَّابِ ما حلَّ بأبيه، فأخذَ ساطوراً ولحقَ بالنمر، وبما أنه كان أسرع من النمرِ لأنه كانَ يحملُ رجلاً في فمه، أدركَهُ قبل أن يدخلَ به الغابة، ولم يكُن أبوه مُتأذياً لأن النمر كانَ يُمسكُ به من ثيابه!وعندما رأى الحطَّابُ أن ابنه على وشكِ طعنِ النمرِ بالساطور، قال له: لا تُتلِفْ جلد النمر، اقتله دون إحداث ثقوبٍ فيه، إنَّ جلده يُساوي ثروة!وبينما كانَ الابنُ يستمعُ إلى تعليماتِ أبيه، ركضَ النمرُ إلى الغابة، مُبتعداً على نحوٍ مفاجئٍ، حاملاً معه الحطَّاب حيث لا يستطيع الابنُ اللحاقَ به، وسُرعان ما افترسه! وعن البُخلِ والبُخلاء قالوا:- البُخلُ هو أن يرى الرجل ما يُنفقه تلفاً وما يُمسكه شرفاً/‏الحسن بن علي بن أبي طالب.- إذا أرادَ الله بقومٍ شراً جعلَ أرزاقهم بأيدي بُخلائهم/‏محمد بن المنكدر.- لو كان البخلُ قميصاً ما لبسته، ولو كانَ طريقاً ما سلكته/‏أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز.- قعدتُ مع أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والناسُ يومئذٍ كثير فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلاً صالحاً بخيلاً/‏حبيش الثقفي.- ما في القلبِ للأسخياء إلا حب ولو كانوا فُجاراً، وللبُخلاء إلا بغض ولو كانوا أبراراً/‏يحيى بن معاذ.- الجُبنُ والبُخلُ قرينان/‏ابن القيم.- البخيلُ يقترُ على نفسه ويكدسُ المال لغيره/‏جاك بريغر.- المتكبرُ والبخيلُ مهما كانتْ مزاياهما، لا يستحقان الاهتمام/‏كونفوشيوس.- البخيلُ شخصٌ يعيشٌ طيلةَ حياته دون أن يتذوقَ طعمَ الحياة/‏بوشكين.- البخيلُ مثل كفن الميت ليس له جيوب/‏أنيس منصور.- البخيلُ لماله أما ماله فليس له/‏تشيخوف.- قمةُ الجنونِ أن يعيشَ المرءُ فقيراً ليموت غنياً/‏هاربيا ريمانا.- البُخلُ والجُبنُ والحِرصُ غرائزٌ شتى يجمعها سوء الظن بالله/‏العقاد.- البخيلُ فقيرٌ لا يُؤجر على فقره/‏ابن القيم.

copy short url   نسخ
19/06/2022
245