شهدت مدينة الموصل العراقية خلال الأيام القليلة السابقة مذبحة مفتوحة نتيجة قصف الطيران للمدينة وضواحيها موقعاً مئات القتلى معظمهم من المدنيين. الغارات حسب تسريبات وسائل الإعلام هي غارات مشتركة بين القوى الحاضرة في العراق وهي قوات أميركية وإيرانية وعراقية أساساً، إضافة إلى قوات غير معلنة تتحرك على الساحة العراقية.
الجهات الرسمية الأميركية أقرت بالمذبحة وأقرت بمسؤوليتها في ذلك متعهدة بفتح تحقيق فيما حدث رغم إصرار النظام العراقي على الإنكار. أما المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية فقد اكتفت باتهام التحالف في سوريا بارتكاب انتهاك صارخ للقانون الدولي في مدينة الموصل دون أن تدعو إلى إجراءات فعلية لوقف نزيف الدم السوري الذي لا يتوقف.
مئات من المدنيين قضوا نحبهم تحت القصف وعشرات من المصلين دُكت المساجد فوق رؤوسهم ودفنوا أحياء تحت الأنقاض في مشاهد مروعة تقشعر لها الأبدان لكنها ووجهت بصمت دولي مريب لا يتناسب مع الحملات الإعلامية الضخمة التي يصنعها الإعلام العالمي عندما يسقط ضحايا أوروبيون في عمل إرهابي هنا أو هناك مثل حادثة الجسر الأخيرة التي عرفتها مدينة لندن.
القضاء على تنظيم داعش الإرهابي هو الحجة المقدمة من قبل القوات الأميركية والعراقية لمحاصرة الموصل ولقصفها بكل أنواع الأسلحة الدولية حتى المحرمة منها.
فالهدف المُعلن من قبل قوات الاحتلال الأميركي هو محاربة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين في حين تحصد آلة الموت المدنيين العزل في الغالب الأكبر من الهجومات. فكل الضحايا الذين سقطوا بالمئات في مدينة الموصل هم مدنيون طلبت منهم حكومة العبادي نفسها ملازمة بيوتهم وعدم الخروج منها قبل أن تقصفهم طائرات التحالف نفسها.
لكن الحاضر الأبرز في حرب التطهير العرقي المسكوت عنها في العراق هي القوات الإيرانية وفرق الموت المرتبطة بها والتي صارت المتحكم الفعلي في مفاصل الدولة العراقية وفي مفاصل أجهزتها الأمنية والعسكرية.
فجنرالات الفرس الذين يتحركون بكل حرية بين سوريا والعراق لا يخفون حقيقة حضورهم هناك وهو حضور يهدف إلى تركيز نفوذ نظام ولاية الفقيه فيما يسميه نظام الملالي بالمجال الحيوي للجمهورية الإسلامية.
إن تمدد الفوضى والعنف في المنطقة المشرقية من الوطن العربي وخاصة في الشام والعراق لم يكن في الحقيقة سوى نتيجة مباشرة لعاملين أساسيين وهما التدخل الخارجي وتحديداً الاحتلال مثلما هو الحال في العراق أو بسبب القمع الداخلي الذي ينجزه النظام الاستبدادي العربي.
لم تكن العراق لتعرف كل هذا الموت والقتل والخراب والتطهير العرقي لولا الاحتلال الأميركي خلال بداية التسعينيات وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل. كما لم تكن سوريا لتعرف ما تعرفه اليوم من قتل وتدمير لولا جرائم النظام الطائفي الذي خيّر قتل شعبه على التنازل عن السلطة.
لكن موقف المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة ومنظماته المتعددة ووسائله الإعلامية الضاربة من هذه المذابح ومن هذا الدمار هي التي كشفت آخر أوراق التوت التي تغطي شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية.
بقلم : محمد هنيد
الجهات الرسمية الأميركية أقرت بالمذبحة وأقرت بمسؤوليتها في ذلك متعهدة بفتح تحقيق فيما حدث رغم إصرار النظام العراقي على الإنكار. أما المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية فقد اكتفت باتهام التحالف في سوريا بارتكاب انتهاك صارخ للقانون الدولي في مدينة الموصل دون أن تدعو إلى إجراءات فعلية لوقف نزيف الدم السوري الذي لا يتوقف.
مئات من المدنيين قضوا نحبهم تحت القصف وعشرات من المصلين دُكت المساجد فوق رؤوسهم ودفنوا أحياء تحت الأنقاض في مشاهد مروعة تقشعر لها الأبدان لكنها ووجهت بصمت دولي مريب لا يتناسب مع الحملات الإعلامية الضخمة التي يصنعها الإعلام العالمي عندما يسقط ضحايا أوروبيون في عمل إرهابي هنا أو هناك مثل حادثة الجسر الأخيرة التي عرفتها مدينة لندن.
القضاء على تنظيم داعش الإرهابي هو الحجة المقدمة من قبل القوات الأميركية والعراقية لمحاصرة الموصل ولقصفها بكل أنواع الأسلحة الدولية حتى المحرمة منها.
فالهدف المُعلن من قبل قوات الاحتلال الأميركي هو محاربة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين في حين تحصد آلة الموت المدنيين العزل في الغالب الأكبر من الهجومات. فكل الضحايا الذين سقطوا بالمئات في مدينة الموصل هم مدنيون طلبت منهم حكومة العبادي نفسها ملازمة بيوتهم وعدم الخروج منها قبل أن تقصفهم طائرات التحالف نفسها.
لكن الحاضر الأبرز في حرب التطهير العرقي المسكوت عنها في العراق هي القوات الإيرانية وفرق الموت المرتبطة بها والتي صارت المتحكم الفعلي في مفاصل الدولة العراقية وفي مفاصل أجهزتها الأمنية والعسكرية.
فجنرالات الفرس الذين يتحركون بكل حرية بين سوريا والعراق لا يخفون حقيقة حضورهم هناك وهو حضور يهدف إلى تركيز نفوذ نظام ولاية الفقيه فيما يسميه نظام الملالي بالمجال الحيوي للجمهورية الإسلامية.
إن تمدد الفوضى والعنف في المنطقة المشرقية من الوطن العربي وخاصة في الشام والعراق لم يكن في الحقيقة سوى نتيجة مباشرة لعاملين أساسيين وهما التدخل الخارجي وتحديداً الاحتلال مثلما هو الحال في العراق أو بسبب القمع الداخلي الذي ينجزه النظام الاستبدادي العربي.
لم تكن العراق لتعرف كل هذا الموت والقتل والخراب والتطهير العرقي لولا الاحتلال الأميركي خلال بداية التسعينيات وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل. كما لم تكن سوريا لتعرف ما تعرفه اليوم من قتل وتدمير لولا جرائم النظام الطائفي الذي خيّر قتل شعبه على التنازل عن السلطة.
لكن موقف المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة ومنظماته المتعددة ووسائله الإعلامية الضاربة من هذه المذابح ومن هذا الدمار هي التي كشفت آخر أوراق التوت التي تغطي شعارات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية.
بقلم : محمد هنيد