هذا الأسبوع أقام «الفيفا» حفله السنوي «The Best»، وأعلن خلاله أسماء الأفضل في شتى مجالات اللعبة عن العام المنصرم.
وكما كان متوقعاً حصدت الأرجنتين كل شيءٍ تقريباً، فاز «سكالوني» بجائزة أفضل مدرب، و«ميسي» بجائزة أفضل لاعب رغم أنه طوال العام لم يكن ميسي الذي نعرفه إلا خلال شهر كأس العالم، ولكن على ما يبدو أن كأس العالم عندهم كالتوبة عندنا؛ تُجبُّ ما قبلها! وفاز «مارتينيز» بجائزة أفضل حارس!
ليس لأجل كرة القدم جمعتكم، فلا تعجلوا وتقولوا: تباً لكَ.. ألهذا جمعتنا!
وإنما لفتني تصريح «مارتينيز» بعد استلامه الجائزة حين قال: دائماً يسألونني من قدوتك في الحياة، ومن كنت تشاهد عندما كنت طفلاً؟
كنت أشاهد أمي وهي تنظف المباني طوال اليوم، وأراقب أبي وهو يعمل، هؤلاء هم قدوتي!
إنَّ من نبل الواصلين إلى أي قمة من قمم النجاح ألا ينسوا أولئك الذين كانوا بجانبهم عندما لم يكن يعرفهم أحد! أولئك الجنود المجهولون جعلوا من أجسادهم سُلّما ليرتقي عليها الناجحون..
قلة أصل أن يتنكر الإنسان لأصله، وقمة الجحود أن ينسى الأعمى عصاه إذا ما أبصر..
ثم إنَّ كل بدايات البشر كانت عادية جداً، فليس المهم كيف يبدأ المرءُ وإنما كيف ينتهي..
موسى عليه السلام الذي كلَّمه ربُّه، وشقَّ له البحر، كان أول الأمر طفلاً في صندوق تحمله مياه النيل إلى قصر فرعون!
والذي صعد إلى السماء السابعة، واقترب من العرش كما لم يقترب مخلوق من قبل، كان يوماً ما يرعى الغنم بأجرة زهيدة لأثرياء قريش، بأبي وأمي، عاد إلى الأرض يحلب شاته، ويخصف نعله، ويأكل مع المساكين، ويواسي صبياً ماتَ عصفوره، ويمشي مع الجارية الصغيرة يشفع لها عند سيدها!
تميزوا كيفما شئتم، حققوا النجاح حيثما كنتم، ولكن لا تنسوا أولئك الذين كانوا معكم عندما لم يكن معكم أحد...