جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بافتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والمنعقد تحت شعار «من الإمكانات إلى الازدهار»، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات صباح أمس، بمثابة خطة واضحة المعالم، ومحددة الرؤى، في سبيل تمكين أقل البلدان نموا من تجاوز المشكلات الصعبة التي تعاني منها، وأبرزها الفقر ونقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.

كما جاء إعلان صاحب السمو خلال كلمته عن تقديم قطر مبلغ «60» مليون دولار أميركي، لدعم تنفيذ أنشطة برنامج عمل الدوحة ودعم النتائج المُتوخاة للبرنامج وبناء القدرات على الصمود في أقل البلدان نمواً، ليقرن الأقوال بالأفعال ويقدم مثالا يحتذى من المؤمل أن تتبعه مبادرات دولية كجزء من الواجب الإنساني والتنموي تجاه شعوب البلدان الأقل نمواً.

لقد حدد صاحب السمو بشفافية عالية أسباب ما تشهده هذه الدول من معضلات، عندما أشار، سموه، حفظه الله، إلى غياب العدالة عن العلاقة بين المراكز الصناعية المتقدمة والأطراف في عالمنا، وإلى المسؤولية العالمية المشتركة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، والتغير المناخي، وأزمة الطاقة، وأزمة الديون، معتبرا أن إيجاد الحلول هي مهمة ومسؤولية جماعية، بالإضافة إلى أن هناك مسؤولية أخلاقية واجبة على الدول الغنية والمتقدمة في أن تسهم بشكل أكبر في مساعدة أقل الدول نموا بغية التغلب على التحديات، وأبرزها قضية الديون، التي طالب سموه بمعالجتها بصورة أشمل، تتوخى العدالة والواقعية، ليكون الخطاب بحق خريطة طريق نأمل أن تساهم في إيجاد حلول للقضايا الأكثر إلحاحا.