+ A
A -

تسمرت أمام شاشة الجزيرة الوثائقية أمس، وكادت صلاة الجمعة وموعد الطبيب ان يفوتاني، وهي تنقلني من عكا على الساحل الفلسطيني إلى القدس إلى رام الله إلى دير جرير على قمم جبال رام الله والحكواتية تروي حكايات تراثية لم تمت منذ اكثر من ستة عقود من احتلال بغيض لديه مشروع صهيوني بالقضاء على البشر والحجر والتراث واقامة وطن بديل لشعب مستورد من كل بقاع الارض رفضت اوروبا الشرقية والغربية تكاثره على ارضها...لكنه مشروع مات مع هذا النضال، الذي رأيناه في يوم فلسطين الذي وثقته الجزيرة الوثائقية بكل حرفنة من مساجين خارج القضبان وحكاية نزار التميمي واحلام التميمي السجينين اللذين وقف الاحتلال ضد زواجهما فابعدوا أحلام إلى الأردن ومنع نزار من الخروج ليستكملا مراسم الزفاف..وحكاية الكرواتية ارينا سراحنة التي سجنت مع زوجها وتركت وخلفها ابنتان الكبرى مع جدتها الكرواتية والصغرى التي تركتها وعمرها شهران وهي الآن 12 سنة والكبرى 14 سنة...وحين افرج عنها كانت ابنتاها في استقبالها مع الجدتين..
كرواتية وفلسطينية..فلا تملك الا الدموع مع هذه المأساة لطفلة ممنوعة من العيش مع امها لانها ولدت خارج فلسطين...الجزيرة نقلت قصة نساء الاقصى..وسلاحهن الله اكبر..التي ترعب المستوطنين والسياح حين تصرخ بها النساء اللواتي عاهدن انفسهن ان يقدمن ارواحهن فداء للاقصى ومنهن من سجن لتكرار الله اكبر ومنهن من حرم من زيارة الاقصى وتم منعهن من الدخول..
يوم فلسطين في الجزيرة الوثائقية نحتاجه في كل تليفزيونات العرب يوم 15 مايو (أيار) يوم اعلان النكبة ويوم 5 يونيو يوم النكسة...شكرا للحزيرة التي اعادت سيرة الاديبة الفلسطينية اللبنانية المصرية مي زيادة التي ملأت بصدى كلماتها العالم العربي وماتت بعد اتهامها بالحنون..وانفصام الشخصية وتخلى عنها ادباء وشعراء كانوا يتمنون نظرة حانية من عينيها اللوزيتين.. شكرا للجزيرة التي أظهرت للعالم حضارة وطن راقية ليس كما صورها مسلسل غربة البائس. فهذا العالم وذاك الأديب وتلك الموسيقية التي أسست للموسيقى في فلسطين في العشرينيات من القرن الذي مضى..
نبضة أخيرة
امرأة تبدع في أدبها ومشاعرها وتصدق في حبها وتفي بوعدها تستحق نصبا تذكاريا..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/04/2017
2275