قرأتُ البارحة خبراً طريفاً عن شاب صينيٍّ يُدعى «تشين» تحوَّل يوم زفافه من ليلة العمر إلى كابوس! حيث حضرت عشر فتياتٍ إلى عرسه يحملنَ لافتةً كتبنَ عليها: نحن حبيبات «تشين» السابقات!

كان «تشين» قد وعدَ كل واحدةٍ منهنَّ بالزواج، ولكنه في النهاية تركهُنَّ. وعلمتْ إحدى «حبيباته» بموعد زواجه، فتواصلت مع كل ضحاياه، وأقنعتهُنَّ بهذه الفكرة المجنونة والطريفة في آن واحد!

عندما قرأتُ هذا الخبر تذكرتُ الجملة الشهيرة التي تقول: أكثر جملتين انتشاراً في العالم: أنا أحبك، وصُنِعَ في الصين، ولا أمان في كليهما!

على أية حال، إذا ما كُسرتْ قلوب الناس بسبب الحُب، فإنهم ينقسمون إلى قسمين: قسم يسعى للانتقام، وقسم يحزم قلبه المكسور ويمضي!

ولستُ أُرجِّح أيهما أكثر صواباً، هذا في النهاية مرجعه إلى طباع الناس، ولا علاقة له بالمنطق، فحتى الذي يلملمُ خيبته ويمضي، مرَّت عليه لحظة فكَّر فيها أن ينتقم، ولكن الطبع غلاَّب، والإيمان قيد الفتك، ويعجبني الذين يخافون الله في الناس الذين لم يخافوا الله فيهم!

على أنه يجب أن يُعلم أنَّ اللهَ أعدل من أن لا يقتصَّ لقلب جُرِحَ ولخاطر كُسِرَ، وليس كل القصاص يُرى، بعضه ضيق في الصدر، وبعضه مناكفات مع الأهل، وبعضه عثرة في الحياة، وبعضه ابتلاء ظالمٍ بأظلم منه! فاتركوا الأمور للهِ وامضوا، في النّاسِ أبدالٌ وفي التَّركِ راحة!

ثم إنكَ لو تأملتَ حالكَ بعد كسر قلبكَ، لاكتشفتَ أنكَ كنت أعمى تماماً تسألُ الله تعالى ما فيه هلَكتكَ لو أعطاكَ إياه، وأن اللهَ تعالى كان بصيراً حكيماً حين منعه عنكَ! بعد أن تتعافى تماماً ستكتشفُ أن الجحيم الحقيقي ليس كسر قلبك، ولا فوات أمانيك، وإنما الجحيم الحقيقي أن تُعطى ما كنت لحمقكَ تعتقدُ أن فيه سعادتكَ!