يُعتبر الكاتب البريطاني من أصل نرويجي «روالد دال» أشهر كاتب لقصص الأطفال في أوروبا. بيع من كتبه ملايين النُّسخ، ودخلت قصصه كل البيوت. ماتَ «روالد دال» عام 1990 عندما كان في أوروبا بقية من عقل وفطرة!
اليوم قرر الأوروبيون إعادة صياغة جميع مؤلفاته حيث اكتشفوا أنه معادٍ للنسوية!
- سيحذفون كلمات مثل «ذكر وأنثى» لتصبح كلمة من جنس غير متحيِّز.
- كلمة «سيارة سوداء» ستصبح بلون غير عنصري.
- سيحذفون كلمتي «أب وأم» لتكون أكثر شمولية مثل ولي الأمر!
وفي سياق متصل قرأتُ مقالةً للصحفي «ديفيد بروبار» قال فيه إنَّ باحثين في الولايات المتحدة وكندا يقولون إنه ينبغي البحث عن بدائل لمصطلحات مثل ذكر وأنثى وأم وأب، ويقترحون استبدالها بكلمات أكثر شمولية مثل «شخص ينتج حيوانات منوية» و«شخص ينتج بويضات»، لأنه لا يوجد ذكر وأنثى في العالم!
في الحقيقة إن المشكلة ليست مشكلة مصطلحات وتسميات، فالديكُ الروميُّ يُسمى في روما بالديك الفرنسي! وفي فرنسا بالديك الهندي! وفي الهند بالديك البيروي نسبة إلى البيرو! وفي أميركا بالديكِ التركي! ولكنه على اختلاف تسميته إلا أنه شيء واحد عند الجميع، طائر لذيد للأكل! ولكن مشكلة الغرب مع المصطلحات هي مشكلة فِطرة فاسدة، ومفاهيم مغلوطة، وإذا فسدتْ فطرة الناس، رأوا الفضائل رذائل، ومن قبلهم بكثير قال الشَّاذون الأوائل: «أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ!»
إن أقبح ما تُنعتُ به المرأة هو أن يُقال لها: أنتِ رجل، وأقبح ما يُنعتُ به الرجل أن يُقال له: أنتَ امرأة! لا انتقاصاً من قيمة الرجل أو المرأة عند الآخر، بل لأنه انتقاص للفطرة! وأقبح من الأمرين أن يُقال للإنسان: أنتَ لا شيء! لا رجل ولا امرأة، مجرَّد كائن سنعثر له على تسمية!
في زمن فساد الفطرة لقنوها لأولادكم كما تلقنونهم سورة الفاتحة! وفي زمن انتشار الشذوذ علموهم أن تقبَّل الآخر شيء وتقبل القرف شيء آخر! وأن زوجة لوطٍ عليه السلام لم تفعل فعْلَ قومها، ولكنها خُسِفتْ معهم لأنها رضيتْ بفعلهم، وأقرَّتهم عليه، وهذا أبلغ درسٍ لدعاة الانفتاح على حساب حدود الله!