+ A
A -
القول: إنّما نعطي الذي أُعطينا
القائل: زوجة أعرابي يُقال له أبو الذَّلفاء
أما القصة: فإنّ أعرابياً يُسمى بأبي الذّلفاء كان لا يُنجب إلا الإناث، فطلّق امرأته وتزوج غيرها طمعاً أن تُنجب له ولداً، فأنجبت الزوجة الجديدة بنتاً، فصبر عليها، ثم أنجبت له بنتاً أخرى فهجرها، وتحوَّل عنها إلى بيتٍ قريبٍ منها، فلما رأت ذلك، أنشدت وهو يسمع:
ما لأبي الذّلفاء لا يأتينا
وهو في البيت الذي يلينا
يغضب إن لم نلد البنينا
وإنما نعطي الذي أُعطينا
فلمّا سمع ذلك، طابت نفسه ورجع إليها!
الدَّرس الأوَّل:
أحيانا تكون المشكلة فينا، ولكننا مفطورون أن نعلقها على مشاجب الآخرين، دوماً نبحث عمّن نحمّله وزر ما نحن فيه، رغم أنه في أغلب الأحيان لسنا إلّا ضحايا أنفسنا!
الدّرس الثاني:
وأحياناً لا تكون هناك مشكلة أساساً، ولكننا ننظر للأمر من زاوية ضيقة تجعلنا نعتقد أن هناك مشكلة! بينما لو تأملنا فيما نراه مشكلة لوجدنا غيرنا في قمة سعادته وهو في نفس ظروفنا، والسبب أننا وإن كنا جميعاً نملك نفس العين فلا نملك نفس النظرة. هناك فرق شاسع بين من ينظر للأمور على أنها أرزاق، وهي بيد الله، فيعرف أن سخطه لن يزيد في رزقه فيرضى، وبين من يعتقد أنه يرزق نفسه، وينجب بقوته!
الفرق في السعادة بين شخص وآخر ليس مرتبطاً بكم يملك من المال والأولاد والنفوذ بل بكم يملك من الرضا، الإنسان الجشع لو ملّكته الأرض إلا درهماً لقضى الليل يفكر كيف يحصل عليه، ولو زوّجته نساء الأرض إلا واحدة لنسي كل ما عنده وانشغل كيف يصل إليها، بينما في المقابل قد تجد عامل محطة أسعد من وزير النفط، وشرطي سير ينام ساعاتٍ طويلةً بالليل لا يستطيع أن ينامها وزير الدفاع.
الدّرس الثّالث:
كفى تجبراً، وتسخطاً، وتبرماً على قدر الله!
ترى الذي رُزق الأولاد ساخطاً يريد لو أنجب معهم بنتاً، وترى الذي رُزق البنات ساخطاً يريد لو أنجب معهن صبياً، وترى الذي لديه الأولاد والبنات يتذمر إذا أُخبر بحملٍ جديد، وترى الذي حُرم الأولاد والبنات يسأل لِمَ أنا يا رب؟ «وقليل من عبادي الشكور».
من نحن حتى نُملي على الله ما يخلق وما لا يخلق؟! من جاء إلى الدنيا بخاطره فليرنا نفسه، وليشترط أريد كذا ولا أريد كذا!
من بيده رزقه أو أجله فليتأفف، أمّا ما دمنا عاجزين فلِمَ قلة الأدب مع الله؟!
ثمّ إنّ الله خلق أرواحنا جميعاً منذ القِدم، وأشهدنا على أنفسنا بالوحدانية له، ثم ردنا إلى صلب أبينا آدم، فإذا أراد أن يجعل الروح التي خلقها في جسدٍ، جعل لذلك سبباً، ونحن لسنا إلا أسباب، لا نخلق أولادنا، ولا نرزقهم، نحن أدوات واقعة في قدر الله يسيّرها كما شاء ليكون ما أراد!
الدّرس الرابع:
الرجوع إلى الحقّ خير من التمادي في الباطل!
خُلق الإنسانُ نسّاءً، عجولاً، حريصاً، غضوباً، لهذا نُخطئ جميعاً، فالذي يُخطئ هو إنسان، أما الذي يصرّ على الخطأ فهو شيطان. تحصل المشاكل دوماً ونحن نتعاطى مع الآخرين.
ما ضرّ أحدنا إذا أخطأ أن يرجع ولا يتمادى.
قبلة على رأس زوجة خاصمتها تعيد الحياة إلى مضمارها بدل هذه الأنفة الفارغة والتّجبر.
عناق أخ خاصمته يصلح لك دينك ودنياك
مع الجار والزميل في العمل وكل مكان
أتفهم إن كان أحدنا مظلوماً ألا يُبادر، لستُ مثالياً، ولا أدعو أن نكون ملائكة، أنا أيضاً أجد صعوبة في الاقتراب من شخص ظلمني!
ولكن ماذا لو كنا نحن من ظَلم، ألا يكفي ارتكاب الظلم، حتى نقرنه بالعنجهيّة والكِبر!
بقلم : أدهم شرقاوي
القائل: زوجة أعرابي يُقال له أبو الذَّلفاء
أما القصة: فإنّ أعرابياً يُسمى بأبي الذّلفاء كان لا يُنجب إلا الإناث، فطلّق امرأته وتزوج غيرها طمعاً أن تُنجب له ولداً، فأنجبت الزوجة الجديدة بنتاً، فصبر عليها، ثم أنجبت له بنتاً أخرى فهجرها، وتحوَّل عنها إلى بيتٍ قريبٍ منها، فلما رأت ذلك، أنشدت وهو يسمع:
ما لأبي الذّلفاء لا يأتينا
وهو في البيت الذي يلينا
يغضب إن لم نلد البنينا
وإنما نعطي الذي أُعطينا
فلمّا سمع ذلك، طابت نفسه ورجع إليها!
الدَّرس الأوَّل:
أحيانا تكون المشكلة فينا، ولكننا مفطورون أن نعلقها على مشاجب الآخرين، دوماً نبحث عمّن نحمّله وزر ما نحن فيه، رغم أنه في أغلب الأحيان لسنا إلّا ضحايا أنفسنا!
الدّرس الثاني:
وأحياناً لا تكون هناك مشكلة أساساً، ولكننا ننظر للأمر من زاوية ضيقة تجعلنا نعتقد أن هناك مشكلة! بينما لو تأملنا فيما نراه مشكلة لوجدنا غيرنا في قمة سعادته وهو في نفس ظروفنا، والسبب أننا وإن كنا جميعاً نملك نفس العين فلا نملك نفس النظرة. هناك فرق شاسع بين من ينظر للأمور على أنها أرزاق، وهي بيد الله، فيعرف أن سخطه لن يزيد في رزقه فيرضى، وبين من يعتقد أنه يرزق نفسه، وينجب بقوته!
الفرق في السعادة بين شخص وآخر ليس مرتبطاً بكم يملك من المال والأولاد والنفوذ بل بكم يملك من الرضا، الإنسان الجشع لو ملّكته الأرض إلا درهماً لقضى الليل يفكر كيف يحصل عليه، ولو زوّجته نساء الأرض إلا واحدة لنسي كل ما عنده وانشغل كيف يصل إليها، بينما في المقابل قد تجد عامل محطة أسعد من وزير النفط، وشرطي سير ينام ساعاتٍ طويلةً بالليل لا يستطيع أن ينامها وزير الدفاع.
الدّرس الثّالث:
كفى تجبراً، وتسخطاً، وتبرماً على قدر الله!
ترى الذي رُزق الأولاد ساخطاً يريد لو أنجب معهم بنتاً، وترى الذي رُزق البنات ساخطاً يريد لو أنجب معهن صبياً، وترى الذي لديه الأولاد والبنات يتذمر إذا أُخبر بحملٍ جديد، وترى الذي حُرم الأولاد والبنات يسأل لِمَ أنا يا رب؟ «وقليل من عبادي الشكور».
من نحن حتى نُملي على الله ما يخلق وما لا يخلق؟! من جاء إلى الدنيا بخاطره فليرنا نفسه، وليشترط أريد كذا ولا أريد كذا!
من بيده رزقه أو أجله فليتأفف، أمّا ما دمنا عاجزين فلِمَ قلة الأدب مع الله؟!
ثمّ إنّ الله خلق أرواحنا جميعاً منذ القِدم، وأشهدنا على أنفسنا بالوحدانية له، ثم ردنا إلى صلب أبينا آدم، فإذا أراد أن يجعل الروح التي خلقها في جسدٍ، جعل لذلك سبباً، ونحن لسنا إلا أسباب، لا نخلق أولادنا، ولا نرزقهم، نحن أدوات واقعة في قدر الله يسيّرها كما شاء ليكون ما أراد!
الدّرس الرابع:
الرجوع إلى الحقّ خير من التمادي في الباطل!
خُلق الإنسانُ نسّاءً، عجولاً، حريصاً، غضوباً، لهذا نُخطئ جميعاً، فالذي يُخطئ هو إنسان، أما الذي يصرّ على الخطأ فهو شيطان. تحصل المشاكل دوماً ونحن نتعاطى مع الآخرين.
ما ضرّ أحدنا إذا أخطأ أن يرجع ولا يتمادى.
قبلة على رأس زوجة خاصمتها تعيد الحياة إلى مضمارها بدل هذه الأنفة الفارغة والتّجبر.
عناق أخ خاصمته يصلح لك دينك ودنياك
مع الجار والزميل في العمل وكل مكان
أتفهم إن كان أحدنا مظلوماً ألا يُبادر، لستُ مثالياً، ولا أدعو أن نكون ملائكة، أنا أيضاً أجد صعوبة في الاقتراب من شخص ظلمني!
ولكن ماذا لو كنا نحن من ظَلم، ألا يكفي ارتكاب الظلم، حتى نقرنه بالعنجهيّة والكِبر!
بقلم : أدهم شرقاوي