كانت في الخامسة عشرة..
مبروك، قال لها والدها.. لقد طلبك شيخ الحارة إمام المسجد!!
«زغردت» الأم «ويببت» العمة و«هاهت» الخالة
وتم اقتياد البنت إلى بيت الزوجية
الزوج وظيفته إمام مسجد
تعليمات أولية قال لها:
قبلي يدي حين أخرج من المنزل وحين أعود إليه!!
أجابت: حاضر!!
ليكن «ماعون» الماء الساخن جاهزا كل مساء وبعد صلاة العشاء فصحتي في قدمي!!
قالت: حاضر!
ممنوع النظر من النوافذ!!
حاضر!
ممنوع زيارة بيت أهلك إلا بإذن
حاضر
أرادت أن تعرف فيما إذا كان جزاء الإحسان هو الإحسان
فطلبت إكمال تعليمها الثانوي
الحصول على رخصة قيادة
دورة كمبيوتر
تعليم مسائي..
رفض
عاشت سنة كاملة تحت ضغط نفسي لم يتوافق وطبيعتها البشرية المتمردة
فملت الانبطاح!
تركته لمنزل والدها المتاح
فغضب والدها ووجهه عنها أشاح
وأمسك بيدها وأعادها إلى بيت الزوجية وقال لبعلها:
هي لك مباح
طلبها الزوج للفراش فاستعصت فشهر لها السلاح:
أنت طالق إذا خرجت من المنزل بلا إذن مرة ثانية!
كان حين يغادر للمسجد يغلق الأبواب ويخفي المتاح
استرضته ذات ليلة حالكة الظلمة فنام بعمق
ورحلت قبل أن يتنفس الصباح،
انطلقت نحو محطة الباص متخفية وغادرت إلى المدينة
وهي لا تعلم إلى أين ستذهب؟.
تقول: هذه أول مرة أركب فيها الباص لوحدي وغير منتقبة وبعد أكثر من ساعة وصلت محطة باصات المدينة
وفي المدينة غير المباح مباح
لصوص يحاولون الوصول لحقيبتها
مشاكسون يبحثون عن متعة عابرة
ستينيون يبحثون عن لذة ثلاثينية مفقودة
إلى أن جاء القدر الذي أنقذني، سيدة راقية تقود سيارة، سألتني: إلى أين؟ أجبتها: لا أدري، لي خالة في المدينة فأخذتني إليها، فلم أهتد إليها حتى منتصف الليل، أخذتني إلى بيتها، قصر جميل في منطقة جميلة، وفي اليوم التالي أرسلتني إلى خالتي وبعد أربعة أشهر جاءت تطلبني لشقيقها المهندس في الغرب
الزوج: أنت شريكة حياة،
قالت: لكن أحمل في داخلي تمردا نتاج كبت وغضب زواجي الأول
قال لها لك الحرية أن تتمردي كما شئت
أنهت دراستها الثانوية والجامعية وتخصصت هندسة
تفجرت شعرا وأدبا وباتت من أكثر المبدعات المؤثرات بتمرد كلماتها
هذا حال أمتنا العربية أيضا
تحتاج إلى زوج ثان يتفهم معنى التمرد بعد الكبت
وأن نتاجه الإبداع
بقلم : سمير البرغوثي
مبروك، قال لها والدها.. لقد طلبك شيخ الحارة إمام المسجد!!
«زغردت» الأم «ويببت» العمة و«هاهت» الخالة
وتم اقتياد البنت إلى بيت الزوجية
الزوج وظيفته إمام مسجد
تعليمات أولية قال لها:
قبلي يدي حين أخرج من المنزل وحين أعود إليه!!
أجابت: حاضر!!
ليكن «ماعون» الماء الساخن جاهزا كل مساء وبعد صلاة العشاء فصحتي في قدمي!!
قالت: حاضر!
ممنوع النظر من النوافذ!!
حاضر!
ممنوع زيارة بيت أهلك إلا بإذن
حاضر
أرادت أن تعرف فيما إذا كان جزاء الإحسان هو الإحسان
فطلبت إكمال تعليمها الثانوي
الحصول على رخصة قيادة
دورة كمبيوتر
تعليم مسائي..
رفض
عاشت سنة كاملة تحت ضغط نفسي لم يتوافق وطبيعتها البشرية المتمردة
فملت الانبطاح!
تركته لمنزل والدها المتاح
فغضب والدها ووجهه عنها أشاح
وأمسك بيدها وأعادها إلى بيت الزوجية وقال لبعلها:
هي لك مباح
طلبها الزوج للفراش فاستعصت فشهر لها السلاح:
أنت طالق إذا خرجت من المنزل بلا إذن مرة ثانية!
كان حين يغادر للمسجد يغلق الأبواب ويخفي المتاح
استرضته ذات ليلة حالكة الظلمة فنام بعمق
ورحلت قبل أن يتنفس الصباح،
انطلقت نحو محطة الباص متخفية وغادرت إلى المدينة
وهي لا تعلم إلى أين ستذهب؟.
تقول: هذه أول مرة أركب فيها الباص لوحدي وغير منتقبة وبعد أكثر من ساعة وصلت محطة باصات المدينة
وفي المدينة غير المباح مباح
لصوص يحاولون الوصول لحقيبتها
مشاكسون يبحثون عن متعة عابرة
ستينيون يبحثون عن لذة ثلاثينية مفقودة
إلى أن جاء القدر الذي أنقذني، سيدة راقية تقود سيارة، سألتني: إلى أين؟ أجبتها: لا أدري، لي خالة في المدينة فأخذتني إليها، فلم أهتد إليها حتى منتصف الليل، أخذتني إلى بيتها، قصر جميل في منطقة جميلة، وفي اليوم التالي أرسلتني إلى خالتي وبعد أربعة أشهر جاءت تطلبني لشقيقها المهندس في الغرب
الزوج: أنت شريكة حياة،
قالت: لكن أحمل في داخلي تمردا نتاج كبت وغضب زواجي الأول
قال لها لك الحرية أن تتمردي كما شئت
أنهت دراستها الثانوية والجامعية وتخصصت هندسة
تفجرت شعرا وأدبا وباتت من أكثر المبدعات المؤثرات بتمرد كلماتها
هذا حال أمتنا العربية أيضا
تحتاج إلى زوج ثان يتفهم معنى التمرد بعد الكبت
وأن نتاجه الإبداع
بقلم : سمير البرغوثي