من نابلس إلى القدس، من جنين إلى بيت لحم، من حوارة إلى تل أبيب، من كل المدن والقرى، من الجبل والسهل من النهر إلى البحر في الوديان والجداول.. من فلسطين إلى فلسطين.. حاصروهم لاحقوهم أرعبوهم.. هذا زمن العودة للوطن.. هذا زمن رحيلهم.. وما النصر الا صبر ساعة... صبرنا منذ الوعد البريطاني المشؤوم بمنحهم وطننا.. أرضنا.. بلادنا.. ترابنا الذي جبلنا منه، وطنا للتخلص منهم من أوروبا بعد أن عانت من شرورهم وويلات الحروب التي أشعلها مكرهم وغدرهم.. ومنذ أن ابتلانا الله بهم ونحن نعاني من ويلاتهم، حروب أهلية.. وتسلط الأخ على أخيه.. ولم تعد الضاد تجمعنا ولا الدين يوحدنا ولا العادات تؤلف بين قلوبنا..
بعد قرن من رحيل الخلافة الإسلامية حان وقت رفض مخططاتهم والعودة إلى كتابنا وسنتنا، إن ما قام به شهداء جنين وحوارة والقدس هو النهج الذي ننتظر منذ أن تهاونت السلطة ونسقت مع العدو.. وسلمت واعتقلت المجاهدين بل اعتقلت الذين يفكرون في إيذاء المستوطنين الذين استباحوا دم الأبرياء العزل وحاربوهم في أرزاقهم فحرقوا حقولهم وقطعوا أشجارهم..
حان وقت الرد النهائي فقد تعبوا وأرهقوا خوفا وهلعا.. دعوهم لا يأمنون في القدس ولا في تل أبيب ولا في مستوطناتهم، وشعبنا أقسم أن يواصل الثورة.. كتائب وأسود فرادى ومجموعات.. وسوف يخرج رجال الفداء من كل المدن والقرى ومن كل حارة وشارع يعيدون ترنيمة الثأر.. «طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع»..
ليرحل الغرباء فهذه الأرض لا تشبههم ولا يشبهونها فلا علاقة لهم بميرميتها ولا زعترها ولا حنونها ولا صيبعتها ولا مكيسها...سنقاتل إلى آخر العمر.. ولن تهنأوا بطيب عيش فوق أرض ترفضكم.