+ A
A -
كمال عدوان وكمال ناصر وأبويوسف النجار، هؤلاء الشهداء الثلاثة الذين ارتقت أرواحهم في بيروت في مثل هذا اليوم- أمس- من العام 1973
كمال عدوان الذي عمل في التعليم بدولة قطر وزميله أبويوسف النجار عمل في قطاع البترول وكلاهما التحقا بالثورة بعد انطلاقتها عام 1965.
والشهيد الثالث كمال ناصر شاعر وبرلماني أردني.. أبعدته إسرائيل من فلسطين بعد النكسة عام 1967 لمواقفه المناهضة للاحتلال.. وهو مسيحي مناضل ووجد أنه تلقى أكثر من 15 رصاصة في رأسه.. وتم تمديده في صالة شقته على شكل صليب.. حملنا جثامينهم على الأكف.. ووعد وعهد أن تتواصل مسيرتهم حتى تحرير كامل التراب..
أنزلناهم في اللحود.. وعهد أن ننتقم من القاتل الذي تسربل بليل بيروت لاغتيالهم.. واحداً تلو الآخر.
ثلاثة شهداء على درب الشهادة المستمر.. نفذ قتلهم جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في مجزرة (فردان) وأشرف على عملية الاغتيال هذه إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ومعه أمنون شاحاك، وزير السياحة السابق، وسميت بعملية (ربيع فردان) ويعتبرها الإسرائيليون أشهر عملية اغتيال نفذت في عهد غولدا مائير، رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت.
مجزرة استشهد فيها الثلاثة وزوجة أبويوسف النجار التي ألقت بجسدها على جسد زوجها لتحول دون قتله فلم يرحمها باراك الذي كان متخفياً بلباس عاهرة شقراء فقتلها وولدها، فيما نجا يوسف الذي ألقى بنفسه من شباك الطابق الخامس.
أمس مرت ذكراهم.. رحمهم الله.. دون أن نسمع في أعلامنا المقاوم أو إعلامنا المنبطح أو إعلامنا المحايد ما يشير إلى هذه المجزرة بحق رجال كانوا يعملون من أجل استعادة حقوقهم في وطن سلبته بريطانيا وسلمته إلى الصهاينة ليقيموا وطناً لليهود واليهود الحقيقيون يرفضونه.
قد تصغر هذه المجزرة أمام المجازر الكبرى التي تعرض لها العرب منذ صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وخيمة رابعة وأبوغريب وبغداد وحلب والموصل وخان شيخون.. والكنائس في مصر وفي سيناء.. مجازر ترتكب فمن خطط لها ومن مولها ومن نفذها.. وأين رجال الأمن من المجازر التي ارتكبت في مناطق يفترض أن تكون آمنة.
رحم الله الشهداء الثلاثة ورحم الشهيدة زوجة النجار التي ارتقت روحها مع روحه التي عاهدته بالوفاء منذ تزوجته هنا في قطر..
سلام إلى أرواحهم.. ووصية إلى أجيال تأتي.. وصيتهم بمواصلة الكفاح حتى تحرير فلسطين.. أمانة.
نبضة أخيرة
أدفنوني إلى جانب غسان كنفاني، ونفذوا وصيته ودفن كمال بطرس ناصر المسيحي البروتستانتي في مقبرة الشهداء الإسلامية إلى جانب رفيق درب الكفاح بالكلمة.. ولعل الشهيدين يؤنس أحدهما الآخر بعد أن خرج المقاتلون الفلسطينيون من بيروت عام 1982.
بقلم : سمير البرغوثي
كمال عدوان الذي عمل في التعليم بدولة قطر وزميله أبويوسف النجار عمل في قطاع البترول وكلاهما التحقا بالثورة بعد انطلاقتها عام 1965.
والشهيد الثالث كمال ناصر شاعر وبرلماني أردني.. أبعدته إسرائيل من فلسطين بعد النكسة عام 1967 لمواقفه المناهضة للاحتلال.. وهو مسيحي مناضل ووجد أنه تلقى أكثر من 15 رصاصة في رأسه.. وتم تمديده في صالة شقته على شكل صليب.. حملنا جثامينهم على الأكف.. ووعد وعهد أن تتواصل مسيرتهم حتى تحرير كامل التراب..
أنزلناهم في اللحود.. وعهد أن ننتقم من القاتل الذي تسربل بليل بيروت لاغتيالهم.. واحداً تلو الآخر.
ثلاثة شهداء على درب الشهادة المستمر.. نفذ قتلهم جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في مجزرة (فردان) وأشرف على عملية الاغتيال هذه إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ومعه أمنون شاحاك، وزير السياحة السابق، وسميت بعملية (ربيع فردان) ويعتبرها الإسرائيليون أشهر عملية اغتيال نفذت في عهد غولدا مائير، رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت.
مجزرة استشهد فيها الثلاثة وزوجة أبويوسف النجار التي ألقت بجسدها على جسد زوجها لتحول دون قتله فلم يرحمها باراك الذي كان متخفياً بلباس عاهرة شقراء فقتلها وولدها، فيما نجا يوسف الذي ألقى بنفسه من شباك الطابق الخامس.
أمس مرت ذكراهم.. رحمهم الله.. دون أن نسمع في أعلامنا المقاوم أو إعلامنا المنبطح أو إعلامنا المحايد ما يشير إلى هذه المجزرة بحق رجال كانوا يعملون من أجل استعادة حقوقهم في وطن سلبته بريطانيا وسلمته إلى الصهاينة ليقيموا وطناً لليهود واليهود الحقيقيون يرفضونه.
قد تصغر هذه المجزرة أمام المجازر الكبرى التي تعرض لها العرب منذ صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وخيمة رابعة وأبوغريب وبغداد وحلب والموصل وخان شيخون.. والكنائس في مصر وفي سيناء.. مجازر ترتكب فمن خطط لها ومن مولها ومن نفذها.. وأين رجال الأمن من المجازر التي ارتكبت في مناطق يفترض أن تكون آمنة.
رحم الله الشهداء الثلاثة ورحم الشهيدة زوجة النجار التي ارتقت روحها مع روحه التي عاهدته بالوفاء منذ تزوجته هنا في قطر..
سلام إلى أرواحهم.. ووصية إلى أجيال تأتي.. وصيتهم بمواصلة الكفاح حتى تحرير فلسطين.. أمانة.
نبضة أخيرة
أدفنوني إلى جانب غسان كنفاني، ونفذوا وصيته ودفن كمال بطرس ناصر المسيحي البروتستانتي في مقبرة الشهداء الإسلامية إلى جانب رفيق درب الكفاح بالكلمة.. ولعل الشهيدين يؤنس أحدهما الآخر بعد أن خرج المقاتلون الفلسطينيون من بيروت عام 1982.
بقلم : سمير البرغوثي