أنا الولد الفلسطيني
أنا الولد المطل على سهول القش والطين
خبرت غبارها، ودوارها، والسهد
وفي المرآة أضحكني خيال
رجالنا في المهد
وأبكاني الدم المهدور
في غير الميادين
تحارب خيلنا في السند
ووقت الشاي نحكي عن فلسطين
ويوم عجزت أن أفرح
كبرت، وغيرت لي وجهها الأشياء
تساقطت الجراح،
على الربابة فاْنبرت
تصدح..
كل ولد فلسطيني قرأ هذه القصيدة لشاعرنا الذي غادرنا في الثامن من نيسان الجاري بعد 72 عاما من الإبداع حتى اللحظات الأخيرة من عمره.. كل ولد، كل شاب، كل رجل رأى نفسه في مرآة الشاعر الراحل أحمد دحبور الذي حملته فرقة العاشقين إلى كل بيت.
التقيته منذ أكثر من 30 عاما وهو يحمل هم الوطن يكتب لفرقة العاشقين لكي تنقل بالصوت والصورة التي غابت في بحر بيروت على مدار ثمانين يوما من الحصار الإسرائيلي.. فيما العرب صامتون..
اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت
اشهد بالحرب الشعبية
واللي ما شاف م الغربال يا بيروت
أعمى بعيون أميركية
بالطيارات أول غارة يا بيروت
غارة برّية وبحرية
جبل الشمال وبالبحر يا بيروت
جمل المحامل شعبنا في بيروت
بعين الحلوة والنبطية
كان أحمد دحبور يردد كل حرف مع فرقة العاشقين وهي تنقل صورة التخاذل العربي في نجدة عاصمة عربية حوصرت 80 يوما من البر والبحر.. إنه الشاعر الذي سرت الوطنية في عروقه منذ السنة الثانية من ميلاده والتي يقول فيها في عيد ميلادي الثاني وبدل أن يشعل أهلي الشمعة الثانية حملوني على عجل وهاجروا على عجل لأجد نفسي في مخيم في العراء ليكون هذا التدفق الوطني في كل حرف من حروفه وأذهب معه في دواوينه «هكذا بيروت»، و«كسور شعرية»، و«بغير هذا جئت»، و«واحد وعشرون بحرا» ستجده المقاتل الذي لم يضع سلاحه حتى آخر انفاسه فقد التحق بالثورة الفلسطينية مبكرا، وعمل صحفيا عسكريا، وكان ذا بصمة نقدية، وكان يكتب مقالة أدبية أسبوعية بعنوان «عيد الأربعاء» في صحيفة الحياة.
ولما واجه من معاناة في عين الحلوة في لبنان هاجر إلى حمص ليقول:
بلاد الله ضيقة على الفقراء،
بلاد الله واسعة وقد تطفح
بقافلة من التجار والأوغاد والأوباء
أيأمر سيدي فنكب أهل الجوع والأعباء؟
أتقذفهم ومن يبقى ليخدمنا؟
إذن تصفح؟
ويوم كبرت لم اصفح
حلفت بنومة الشهداء
بالجرح المشعشع في: لن أصفح
أنا الرجل الفلسطيني
أقول لكم: رأيت النوق في واد الغضا تذبح
رأيت الفارس العربي يسأل
كسرة خبز من حطين ولا ينجح
فكيف بربكم أصفح؟
أنا الرجل الفلسطيني
أقول لكم: عرفت السادة الفقراء
وأهلي السادة الفقراء
نبضة أخيرة:
أحببتها همسا!!
ولأن الهمس لا يفضح..
سأعجن كل أسراري..
بلحم الرعد!!
بقلم : سمير البرغوثي
أنا الولد المطل على سهول القش والطين
خبرت غبارها، ودوارها، والسهد
وفي المرآة أضحكني خيال
رجالنا في المهد
وأبكاني الدم المهدور
في غير الميادين
تحارب خيلنا في السند
ووقت الشاي نحكي عن فلسطين
ويوم عجزت أن أفرح
كبرت، وغيرت لي وجهها الأشياء
تساقطت الجراح،
على الربابة فاْنبرت
تصدح..
كل ولد فلسطيني قرأ هذه القصيدة لشاعرنا الذي غادرنا في الثامن من نيسان الجاري بعد 72 عاما من الإبداع حتى اللحظات الأخيرة من عمره.. كل ولد، كل شاب، كل رجل رأى نفسه في مرآة الشاعر الراحل أحمد دحبور الذي حملته فرقة العاشقين إلى كل بيت.
التقيته منذ أكثر من 30 عاما وهو يحمل هم الوطن يكتب لفرقة العاشقين لكي تنقل بالصوت والصورة التي غابت في بحر بيروت على مدار ثمانين يوما من الحصار الإسرائيلي.. فيما العرب صامتون..
اشهد يا عالم علينا وعَ بيروت
اشهد بالحرب الشعبية
واللي ما شاف م الغربال يا بيروت
أعمى بعيون أميركية
بالطيارات أول غارة يا بيروت
غارة برّية وبحرية
جبل الشمال وبالبحر يا بيروت
جمل المحامل شعبنا في بيروت
بعين الحلوة والنبطية
كان أحمد دحبور يردد كل حرف مع فرقة العاشقين وهي تنقل صورة التخاذل العربي في نجدة عاصمة عربية حوصرت 80 يوما من البر والبحر.. إنه الشاعر الذي سرت الوطنية في عروقه منذ السنة الثانية من ميلاده والتي يقول فيها في عيد ميلادي الثاني وبدل أن يشعل أهلي الشمعة الثانية حملوني على عجل وهاجروا على عجل لأجد نفسي في مخيم في العراء ليكون هذا التدفق الوطني في كل حرف من حروفه وأذهب معه في دواوينه «هكذا بيروت»، و«كسور شعرية»، و«بغير هذا جئت»، و«واحد وعشرون بحرا» ستجده المقاتل الذي لم يضع سلاحه حتى آخر انفاسه فقد التحق بالثورة الفلسطينية مبكرا، وعمل صحفيا عسكريا، وكان ذا بصمة نقدية، وكان يكتب مقالة أدبية أسبوعية بعنوان «عيد الأربعاء» في صحيفة الحياة.
ولما واجه من معاناة في عين الحلوة في لبنان هاجر إلى حمص ليقول:
بلاد الله ضيقة على الفقراء،
بلاد الله واسعة وقد تطفح
بقافلة من التجار والأوغاد والأوباء
أيأمر سيدي فنكب أهل الجوع والأعباء؟
أتقذفهم ومن يبقى ليخدمنا؟
إذن تصفح؟
ويوم كبرت لم اصفح
حلفت بنومة الشهداء
بالجرح المشعشع في: لن أصفح
أنا الرجل الفلسطيني
أقول لكم: رأيت النوق في واد الغضا تذبح
رأيت الفارس العربي يسأل
كسرة خبز من حطين ولا ينجح
فكيف بربكم أصفح؟
أنا الرجل الفلسطيني
أقول لكم: عرفت السادة الفقراء
وأهلي السادة الفقراء
نبضة أخيرة:
أحببتها همسا!!
ولأن الهمس لا يفضح..
سأعجن كل أسراري..
بلحم الرعد!!
بقلم : سمير البرغوثي