كلمة «متلازمة» التي يشيع استعمالها في عالم الطب، تُطلق عادة على مجموعة العلامات المرضية التي يلاحظها الطبيب، والأعراض التي يصفها المريض، والتي تحدث معا، فوجود أحدها ينبه إلى وجود الآخر.
في عالم السياسة يمكن استعارة هذا التعبير الطبي، الذي ينطبق أكثر ماينطبق على المنطقة العربية، حيث في مقدورنا الحديث حول مايمكن اعتباره «متلازمة الشرق الأوسط»، وأعراضها: الغضب والعنف.
لقد نشأ الغضب أولا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ومقاومة الشعب الفلسطيني لهذا الاحتلال، وهو حالة نضالية مشروعة يحلو للغرب حتى اليوم تسميتها بـ «العنف»، لكن إسرائيل لم تكن السبب الوحيد لهذه المتلازمة، إذ أن بقاء الحال على ماهو عليه، وارتكاب الاحتلال للمزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، والدول العربية الأخرى، وتجاوزات العديد من الأنظمة العربية بحق شعوبها، وغياب الديمقراطية ومعايير حقوق الإنسان ساهم في ارتفاع حالة الغضب، الذي أخذ أبعادا أخرى، أدت إلى صعود تنظيمات متشددة اعتقدت أن الحل الوحيد للخلاص يكمن باستخدام القوة والعنف.
هذه المتلازمة، التي دخل الإرهاب في صلبها، مستفيدا من حالة الغضب السائدة، لايمكن علاجها عبر الأساليب الأمنية وحدها، وقد رأينا كيف أن هذه الأساليب فشلت فشلا ذريعا وقادت إلى نتائج مأساوية للغاية.
يعود الفشل أساسا إلى غياب أي أفق لحلول عادلة تلبي تطلعات المواطنين العرب، في الدول التي تستفحل فيها هذه الظاهرة، أو الدول التي وجدت المنظمات الإرهابية موطئ قدم فيها، ذلك أن الاحباط أو الغضب لهما أسبابهما، ومالم تعالج هذه الأسباب لايمكن الحديث عن حلول فعالة على الإطلاق.
هناك بطالة وفقر وتهميش، وأنظمة صحية متهالكة، ومؤسسات تعليمية متداعية، وفساد، باختصار هناك كل مايدعو للغضب والاحباط واليأس، هذا مايتعين التوقف عنده طويلا عند الولوج إلى بحث ظاهرة الإرهاب.
بقلم : حسان يونس
في عالم السياسة يمكن استعارة هذا التعبير الطبي، الذي ينطبق أكثر ماينطبق على المنطقة العربية، حيث في مقدورنا الحديث حول مايمكن اعتباره «متلازمة الشرق الأوسط»، وأعراضها: الغضب والعنف.
لقد نشأ الغضب أولا بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ومقاومة الشعب الفلسطيني لهذا الاحتلال، وهو حالة نضالية مشروعة يحلو للغرب حتى اليوم تسميتها بـ «العنف»، لكن إسرائيل لم تكن السبب الوحيد لهذه المتلازمة، إذ أن بقاء الحال على ماهو عليه، وارتكاب الاحتلال للمزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، والدول العربية الأخرى، وتجاوزات العديد من الأنظمة العربية بحق شعوبها، وغياب الديمقراطية ومعايير حقوق الإنسان ساهم في ارتفاع حالة الغضب، الذي أخذ أبعادا أخرى، أدت إلى صعود تنظيمات متشددة اعتقدت أن الحل الوحيد للخلاص يكمن باستخدام القوة والعنف.
هذه المتلازمة، التي دخل الإرهاب في صلبها، مستفيدا من حالة الغضب السائدة، لايمكن علاجها عبر الأساليب الأمنية وحدها، وقد رأينا كيف أن هذه الأساليب فشلت فشلا ذريعا وقادت إلى نتائج مأساوية للغاية.
يعود الفشل أساسا إلى غياب أي أفق لحلول عادلة تلبي تطلعات المواطنين العرب، في الدول التي تستفحل فيها هذه الظاهرة، أو الدول التي وجدت المنظمات الإرهابية موطئ قدم فيها، ذلك أن الاحباط أو الغضب لهما أسبابهما، ومالم تعالج هذه الأسباب لايمكن الحديث عن حلول فعالة على الإطلاق.
هناك بطالة وفقر وتهميش، وأنظمة صحية متهالكة، ومؤسسات تعليمية متداعية، وفساد، باختصار هناك كل مايدعو للغضب والاحباط واليأس، هذا مايتعين التوقف عنده طويلا عند الولوج إلى بحث ظاهرة الإرهاب.
بقلم : حسان يونس